22 نوفمبر، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

فضيحة العراق في باريس

فضيحة العراق في باريس

لأننا بلد غارق في الفساد, فكل تصرفات النخبة الحاكمة, تكون فضيحة وبعيد عن المنطق, وما أن يأتي مؤتمر دولي حتى تنطلق بواعث النتانة من ساستنا, الذين أفسدهم المال الحرام, الذي نهبوه من خزينة الدولة, تحت مظلة تشريع هم وضعوه, فلم يوفقوا لخير أبدا.
أخر الفضائح العراقية, وعلى مرأى العالم اجمع, كان في مؤتمر المناخ, حيث ذهب العراق بوفد كبير جدا, من خمسة وثمانون شخصا, لغايات فقط هم يعرفون سببها!
رئيس اليونان ذهب بطائرة شحن لان اليونان في مرحلة تقشف, بسبب الأزمة المالية الخانقة, لذا كان أول المتقشفين اليونانيين هو رئيسهم, فكانت طائرة الشحن تؤدي نفس الغرض, وهو إيصاله إلى باريس.
ممثلة الرئيس الإيراني في مؤتمر المناخ , السيد معصومة ابتكار, كان وفد الإيراني مكون من ثلاث أشخاص فقط, معصومة وشخصين, مدة المكوث في باريس كانت فقط 36 ساعة, محل الإقامة كان في سفارة بلدها, ضغطا للنفقات, فكانت تكلفة الرحلة الإيرانية لباريس فقط 3000 يورو, وهنا تبرز العقلية المالية, والولاء الوطني للبلد, فالخوف على مال البلد دليل الولاء للوطن, والتقت معصومة بممثلين خمسون دولة, ومن ضمنها أربع دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن, كي تكون الزيارة نافعة وذات مردود سياسي مهم.
إما نحن العراقيون, فالمصيبة دوما تأتي لنا من ساستنا الأفذاذ, العباقرة حد التخمة, حيث كان وفدنا عجيب, اثأر حوله لغط كبير, فالوفد العراقي متكون من (85 شخصا)! الرقم عجيب, ترى لماذا هذا العدد؟ وماذا يفعلون في باريس؟ هل سيعودون فاتحين؟ ويحصل انفراج لأزماتنا التي نعاني منها؟
محل إقامة الوفد العراقي كانت في أرقى الفنادق الفرنسية, فلا يليق بالعباقرة إلا أرقى الفنادق, ومهما تكون التكلفة فلا يهم, المهم إن يرتاح العباقرة العراقيون, على حساب المال العراقي, وحتى لو خوت الخزينة, فسيتم استقطاع المال من رواتب العراقيين, تحت أي عنوان يبتكروه, فتصور مبلغ أجور الفندق فقط ل85 شخصا, الأكيد انه سيكون أكثر من ( 260 إلف يورو), ونحن في زمن التقشف, لكن كما قال الماكر أبو سفيان حول الحكم ( تلقفوها يا….) فهي فرصة للاغتناء والصرف والتمتع.
اهتم الوفد العراقي باللقاءات الإعلامية, وهي معروفة بعالم السياسة, لا تغني ولا تسمن, بل هي مجرد تثبيت حضور, لمن يسال أين الرئيس العراقي.
لم يلتق الوفد العراقي بالدول المؤثرة ولا بالمهمة, فقط التقى بالفرنسيين لأنهم أهل الدار , ورئيس جزر القمر والفلسطيني, حيث يبدوا إن جهابذة السياسة العراقية, اكتشفوا إن جزر القمر وفلسطين هما بوصلة السياسة العالمية ومنهما يمكن إحداث انفراج للعراق وما يعانيه, لذا سارعوا للالتقاء بهم.
كل ما حصل يمكن تلخيصه بحديث  نبوي شريف وهو : (( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) فساستنا لا يستحون من فعل القبيح.

أحدث المقالات