18 ديسمبر، 2024 7:10 م

فضائيات الأحزاب و أحزاب تشرين

فضائيات الأحزاب و أحزاب تشرين

لا أبالغ اذا قلت ان معظم الفضائيات العراقية في الحقيقه تمثل واجهات اعلامية لتيارات و احزاب سياسية معروفه من قبل الشعب العراقي ، و عاده ما تمول هذه الفضائيات من واردات الاحزاب التي تجنيها من مكتسباتها و مصالحها التي تغتنمها من طاولة التحاصص المشؤومه ، و يوم بعد اخر بدأت هذه الفضائيات تساهم في صناعة الرأي العام من خلال ما تغطي من فعاليات و ما تطرح من محتوى اعلامي يخص الشأن العام العراقي ، و لان هذه الفضائيات كانت و مازالت تمول من احزاب وشخصيات سياسيه معروفه فبالمقابل تعكس هذه المحطات في محتواها رأي و توجهات الحزب المالك او الممول.

في تظاهرات تشرين الاخيره ، لم يقتصر عمل هذه الفضائيات على دعم حركة الاحتجاج فقط بل حفزتها و هذا ليس لكون الاحزاب الفاسده التي تقف وراء هذه الفضائيات كانت خارج دائرة اتهامات تشرين لها بالفساد و سوء استغلال المسؤولية والسلطه ، بل لكون هذه الاحزاب تحاول ان تستثمر احتجاجات تشرين من خلال اعادة توجيهها للنيل من خصومها السياسيين مستغلة بذلك فضائياتها و منصاتها الاعلاميه التي جندتها لهذا الغرض.

اليوم و بعد ان تمخض عن احتجاجات تشرين احزاب و تيارات سياسيه تحمل يافطة تشرين و وبعد ان عبرت عن نيتها خوض السباق الانتخابي كبديل سياسي للاحزاب التقليديه ، بدأت هذه الفضائيات ومن خلفها الاحزاب المموله تتحسس رغبة الاحزاب التشرينيه و مدى ميولها لتقبل فكرة التحالف معها ، لكن بعد ان بدأ بعض ممثلي احزاب تشرين التصريح بعدم رغبتهم التحالف مع اي من الاحزاب السياسية التقليديه السابقه ، بدأت هذه الاحزاب التي كانت داعمه لتشرين الحراك تحارب و تشاكس تشرين الاحزاب و المشروع السياسي ، وذلك من خلال تلك الفضائيات المأجوره و ما تبثه من محتوى خبيث ، و ربما الامر لا ينتهي بهذا القدر فحسب ، فكيف اذا اعلنت احزاب تشرين عن رغبتها تغيير شكل النظام من خلال تعديل الدستور بالشكل الذي يمنح صندوق الانتخابات القول الفصل في تعيين رئيس السلطة التنفيذية والمحافظين و هذا ما لا يحبذه الكثير من رواد العملية السياسية لما فيه من تحجيم لارادتهم و دورهم في رسم شكل الحكومه ، ايضا ، كيف اذا بددت العناوين المزيفه كزعيم المكون و ممثل المكون و استحقاق المكون و مرشح المكون و الى اخره من بدع و اعراف كانت تستغلها الاحزاب التقليديه للحفاظ على مكتسباتها الحزبيه ، تأمل!.

ومما أوردنا اعلاه يبقى السؤال قائم ، هل هذه الاحزاب التشرينيه الشابه قادره على احداث فارق مهم في وسط سياسي يسوده المتلونون و الانتهازيون و ينتعش فيه المال السياسي و الكسب الغير مشروع ، ام انها ستكون حلقه جديده من حلقات الفشل السياسي في العراق.