23 ديسمبر، 2024 2:42 م

فصائل المقاومة الإسلامية .. المستهدّفة بالأمر الديواني لرئيس الوزراء

فصائل المقاومة الإسلامية .. المستهدّفة بالأمر الديواني لرئيس الوزراء

الأمر الديواني الذي أصدره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة الخاص بتحويل الحشد الشعبي كقوة تضاهي جهاز مكافحة الإرهاب من حيث التدريب والتأهيل والتسليح , هو قرار صحيح وإجراء مطلوب فقط بالنسبة للفصائل المسلّحة التي تشّكلت بعد فتوى المرجعية العليا بالجهاد الكفائي , وقرار رئيس الوزراء السابق نوري كامل المالكي بتشكيل هيئة الحشد الشعبي , لكنّ هذا القرار غير صحيح وغير مطلوب بالمرّة بالنسبة لفصائل المقاومة الإسلامية التي تشّكلت قبل تشكيل الحشد الشعبي وشاركت في مقاومة الوجود الأمريكي وإخراجه من العراق , فهذه الفصائل المقاومة لا علاقة بوجودها المسلّح في العراق بتشكيل الحشد الشعبي , فوجودها قبل عام 2011 قد ارتبط بموضوع إخراج قوّات المحتل الأجنبي من العراق , وبعد 2011 استمرّ وجودها العسكري المسلّح بالظرف السياسي والأمني للمنطقة عموما والوضع الأمني والسياسي في العراق خاصة , خصوصا بعد تنامي تنظيم داعش الإرهابي وتمدده في العراق وسوريا .
فارتباط هذا التنظيم الإرهابي بدوائر المخابرات العالمية والإقليمية والصهيونية , قد فرض واقعا سياسيا وأمنيا جديدا , فأصبح وجود هذه الفصائل المقاومة واستمرارها بعيدا عن القرار الرسمي العراقي , امرا لا بدّ منه وضرورة تمليها طبيعة العملية السياسية في العراق القائمة على نظام المحاصصات , فكان لا بدّ من عدم خضوع هذه الفصائل لتوافقات العملية السياسية , وهذا هو سر قوّة هذا الفصائل وفاعليتها على الساحة الجهادية , ولو كانت هذه الفصائل تخضع لقرارات المؤسسة العسكرية العراقية من حيث القيادة والإدارة والتمويل , لانتهى بها المطاف كما انتهت إليه مؤسسة الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي , ولهذه الأسباب نرى أنّ قرار رئيس الوزراء بإعادة هيكلة الحشد الشعبي يحمل في طيّاته بصمات أمريكية وسعودية وصهيونية , فهذه الدوائر الثلاث لا تريد لفصائل المقاومة الإسلامية الوجود والاستمرار , خصوصا بعد قرارهم بإنهاء وجود داعش , فليس هنالك وسيلة لإنهاء وجود هذه الفصائل أفضل من مأسستها وجعلها خاضعة لقرارات المؤسسة العسكرية الرسمية , فبهذه الطريقة يمكن عزل هذه الفصائل المقاومة عن قياداتها المؤسسة لها , وجعلها لا ترتبط ماديا وإداريا بهذه القيادات , فوجود قوّات جهادية مسلّحة ومدربة خارج سيطرة القائد العام للقوات المسلّحة , أمر لا تستسيغه دوائر القرار في واشنطن والرياض وتل أبيب .