23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

فشل النظرية الأمريكية في احتلال العراق والدور الايراني الفاشل

فشل النظرية الأمريكية في احتلال العراق والدور الايراني الفاشل

الجزء الثاني . الاخير
الذي سيفتح الباب على مصرعيه في الرفض الاستعماري الامريكي مثل ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وما قبلها لكثير من بلدان العالم وشعوبها , بل اكثر من ذلك واقوى وستكون نهاية المستعمر الامريكي والمتعاونين معه ونهاية قواعده التي صنعها واسسها ونهاية تهديدها واستفزازها لشعوب العالم وفي المنطقة ” نهاية كارثية ” . أمريكا تدرك هذا المصاب الجلل الذي ستصل اليه وينعكس عليها في ” صراع داخلي ” حاد نتيجة التردي على كافة المستويات الاقتصادية واهمها في الجانب الصناعي العسكري والمدني والنفطي المترابطين بشكل اساس والمُحدد لسياسة الولايات المتحدة , فسيشكل ذلك معضلة كبيرة تؤدي بالولايات المتحدة الامريكية الى صراع داخلي حاد وغير مطروق سابقا . امريكا تحاول الان السيطرة على هذا الموضوع لكنها عاجزة بشكل كبير ومؤكد . فأعطت المجال ” للحركة الخمينية ” بالعبث والتخريب والتغلغل في الشأن الوطني والاسلامي العربي والعالمي . لكن سرعان ما انتبه العرب والمسلمين لهذا ” التآمر الخبيث ” . فأشاععت امريكا رفضها لهذا الموضوع بعد وقت متأخر ,والمبرر والسبب لم تكن ارادة امريكية او منهج امريكي بل شعور بالخطر والخوف من الثورات الشعبية والاصرار المجتمعي على رفض هكذا ممارسات من قبل جهات تحركها امريكا وتتحكم بها لتنفيذ مآربها واستثمارها وفرض سيطرتها وتهدف من وراء ما تفعله امريكا حاليا لحماية مرتكزاتها في ايران والمنطقة مثل نظام الملالي وحكام العراق وحزب الله اللبناني والحوثيين والنظام السوري ” النصيري ” والحقيقة من يتمعن بهذه الحركات يعرف تماما انها حركات باطنية هدفها النهائي التخريب في الفكر الاسلامي ومجتمعاته تعيد نفسها على مستوى التاريخ . مثل القرامطة والنصيرية واخوان الصفى وخلان الوفا و الدروز . ويمكن اعتبار الخمينية وادخالها في هذا الباب . تسخرها الولايات المتحدة حاليا وبريطانيا وفرنسا في الماضي تساندهم في ذلك الرجعية العربية المرتبطة استراتيجيا بقوى الاستعمار ارتباط موروث تاريخيا . آخر هذا اللعب والمواضع المفضوحة في هذه المسألة الشائكة . فرض الحظر على ” الجمهورية الاسلامية ” نظام الملالي الخميني في ايران واتباعهم ممن يحكمون العراق وفرض الحضر الاقتصادي وخاصة في الجانب النفطي وسيدخلون الشعب الايراني في عوز كبير . كي يخنقون كل معارضة لدى شعوب ايران واعطاء المشروعية لحكام ايران في كبت شعوبهم بالقوة بحجة من يثور منهم يعتبرونه متحرك من الجانب الامريكي ولهم مشروعية ردعه وتصفيته فلا احد يستطيع الثورة خوفا من هذا الاتهام وبالتالي التغطية على فشل سياسة الملالي ” الخمينية ” والتغطية عليها وابعاد الشبهة عنها في تنفيذها لمآرب الدول المستعمرة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وستنعكس على العراق الصورة نفسها بعد فشلهم بتقديمهم اي شيء يرتقى الى مستوى او اقل مما كان عليه النظام قبل الاحىتلال للعراق . نأخذ مثال واحد من آلاف الامثلة التي يحسها ويعيشها ويتعايش معها الشعب العراقي هو موضوع الكهرباء الذي بات يشكل قلقا عميقا حقيقيا عالي المستوى فبعد ستة عشر عاما من الاحتلال الامريكي للعراق عجزت امريكا ومن انتدبدهم على حكم العراق عجزوا من ان ينفذوا جزء مقبول من الكهرباء . بالرغم من ان الموارد المالية والدخل القومي العام قد تضاعف مئات المرات , والشعب العراقي يعلم تماما وعلى ادراك تام بما حدث من فعل امريكي مجرم في ضرب وتهديم كل بنى العراق التحتية وكل مشآته ومؤسساته المدنية والعسكرية الصناعية والخدمية بما فيها مصادر الطاقة الكهربائية . والشعب مقتنع بشكل اكيد ان من الممكن اعادة وتأهيل كل ما خربته امريكا وحلفائها بجهد وطني ذاتي مثل ما حدث قبل الاحتلال في عدوانهم على العراق سنة 1991 تم اعادة بناء كل ماخربوه وبفترات استثنائية وخاصة الكهرباء تم اعادتها للعمل بشكل مقبول خلال ثلاثة اشهر واستمرت في التحسن والاداء افضل من بعد الاحتلال . علما وكملاحظة مهمة ان امريكا عند احتلالها للعراق لم تضرب او تدمر محطات الكهرباء . امريكا لديها الخبرة والشركات والمال الكثير للعراق . لكنهم لايهتمون بهذا الموضوع الحيوي . نتيجة الاحتجاجات الشعبية المتكررة وآخرها العام الماضي في محافظة البصرة وبغداد وعدد من المحافظات للاحتجاج والمطالبة والادانة على التقصير والفشل في ادارة الجوانب الحياتية المهمة التي تحوي في باطنها أمور غاية في الاهمية تغطيها حجة الكهرباء تكمن في الخراب المتعمد والفساد وشبه انعدام توفير فرص العمل والبطالة العامة المقنعة وعدم الاستقرار وفقدان العدالة وانعدام الجانب الانساني والفوضى المشاعة في كل مجالات الحياة المشروعة بأدنى مستوياتها . يروّجون منذ الآن بأن العقوبات على ايران وفرض الحظر عليها سوف ينعكس سلبا على الجانب العراقي وخاصة في مجال الكهرباء , حيث ان العراق يستورد جزء كبير منه عن طريق ايران و يستورد ايظا الغاز الذي يشغل محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق . هذا الحال مضحك ومحاولة للتغطية على ” العجز ” في هذا الجانب الحيوي الاساسي . وكتم الثورة الشعبية العراقية وكما هومتوقع في الداخل الايراني , بحجة عدم امكانية توفير الطاقة نتيجة الحصار على ايران . المواطن العراقي يسأل بستغراب كيف كانت تدار مصادر الطاقة وخاصة في مجالي الكهرباء والغاز ايام الحرب الايرانية العراقية طيلة ثمان سنوات وقبلها , وكيف تمت اعادة فاعلية محطات الكهرباء المدمرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وبأموال لاتساوي 10 % مع مقارنتها بالحاصل المالي المتراكم لدى العراق بعد الاحتلال . حاولت شركة ” سيمنس ” الالمانية العمل في العراق لإعادة توفير الطاقة الكهربائية وبمستلزمات ووسائل عراقية محلّية وخبرة مشتركة المانية ووطنية . لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك وأودعت موضوع الكهرباء وطاقته المستعصية الى شركات امريكية ولم يشهد العراق اي فعل ايجابي منهم . انهه مأزق آخر يصب في مشروعية الثورة الشعبية المتوقعة على الاحتلال الاستعماري الامريكي وعلى رموزه وادواته السرطانية التي بدأت تواجه الانهيار و الاضمحلال . لتحل محلها الامكانات المنطقية الادارية والسياسية الانسانية و المالية والبشرية المقبولة مما حدى برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للذهاب مسرعا الى المانيا مستغيثا بشركة سيمنس , المتوقع والاكيد قيام ثورة شعبية اصلاحية عارمة في كل من العراق وايران تضع حال عام مغاير للواقع يتماشى مع رغبات وطموح شعبي هذين البلدين في اطار اكثر وضوح واستقلالية وجدية لصالح مجتمعاتهم . وهذا ما سيحدث بالرغم من السيطرة الصعبة لقوى الاستعمار وادواته القمعية التي يعتمدها .