22 ديسمبر، 2024 9:11 م

لم يكن إصرار ترامب بعدم قبول نتائج الإنتخابات مجرد ردة فعل نرجسية آنية لكبرياء مجروح بل جائت مقننة ومدروسة بعناية وبتدرج مما يعني ان احتمال الفشل في الإنتخابات كان وارد في ذهنه على الأقل منذ أشهر منذ أن بدأ بتصفية طاقمه وأختيار من يبصم على قراراته دون نقاش بمعنى آخر انه تم الأعداد وبعناية لليوم الذي ستكون فيه النتيجة سلبية وفق مخطط مرن وعلى مراحل إعتمادا على الصلاحيات التي يتمتع بها كرأس للسطة وثانيا على شعب ا لمناصرين وهم يعدون بعشرات الملايين وهما بالنسبة له سلاحين يعول على إستخدامهما لنقض نتائج الأنتخابات وأيضا لتعطيل سلاسة أنتقال السلطة سلميا بخلق ضروف شائكة للرئيس المنتخب, وبالتالي ضمان إ ٌستمرار تأثيره هو حتى لو كان خارج السلطة.إن نظرة عميقة لمجريات الأحداث تدلل على وجود خطط على مراحل من ألأليف للجيم تتماشى مع تطور الصراع ومنها خطة الأنقلاب الأخيرة أي باء بعد أن أستنفذ الخطة أليف التي تعتمد الصراع بأدوات قانونية للطعن بالنتائج لينتقل للخطة باء التي تعتمد استخدام العنف الجماهيري والسلطة الطاغية لإصدار أوامر لقادة وجنرالات أمنيين يدينون له بالولاء لتمرير الأنقلاب وهاهو قد دعى للبيت الأبيض قبل أيام قليلة ضباطا وجنرالات عسكريين من أرفع المراتب وردد أمام الصحفيين أنه ستكون هناك قريبا مفاجئة ولما سأله أحد الصحفيين عن ماهيتها رد قائلا .. ستراها في حينها. والصورة تتوضح أكثر بأن هنالك مخطط إنقلابي هو ندائه للتظاهر يوم ستة بهذ الشهر اي في نفس يوم إعلان أسم الرئيس الجديد هذا بالنسبة للتوقيت واما المكان فهو أرض الحدائق الفاصلة مابين البيت الأبيض والكابيتول بمعنى إنه صور وجعل من هذه المنطقة أرضا للمعركة التي ستدور رحاها بين خندقين البيت الأبيض والخندق المقابل أي مجلس الشيوخ الكابيتول والحقيقة لايوجد سوى جيش واحد من المتظاهرين هم أنصار ترامب تم القيام بشحنهم خلال أربع سنوات ثم بآخر خطبة لترامب ليتم زيادة تحفيزهم للهجوم على الهدف اي الكابتول وهو يعلم علم اليقين ان بين هؤلاء الكثير من الغوغاء والبلطجية.
فشل المخطط
بعد سلسة الهزائم الأنتخابية والأعتراضات القانونية وصولا لاستخدام الضغط الشخصي للتلاعب بأصوات الناخبين كما رأينا في واقع الأتصال التلفوني لم يبقى امامه والوقت داهم سوى تحريض الشارع واحداث فوضى يمكنها أن تمتد لباقي الولايات فتم دفع آلآف المتظاهرين لمهاجمة الكابتول ويبدو أنه كان فيهم من يعلم بالمخطط فحمل معه أسلحة نارية وقنابل وضعها داخل الكابيتول لتفجيره من جهة أخرى كان دخول المتظاهرين للمبنى قد تم بسلاسة من خلال الأبواب الجانبة لعدم استخدام الشرطة وسائل ردع كافية لمنعهم مما يعطي انطباعا بوجود تواطؤ .ومما يعزز هذه الفكرة أن السيدة نانسي بيلوسي طلبت من البنتاغون إرسال الجيش إلا أنهم أمتنعوا بحجة الخوف من حصول تصادم مع المتظاهرين وجاء ارسالهم بعد مايزيد عن الساعة مما أتاح الفرصة للمهاجمين من الأنتشار الكثيف داخل المبنى وجائت نداآت ترامب بسلمية التظاهرات بالعودة للدار باهتة ومتأخرة عمدا أيضا ,لمذا إذن فشل المخطط وأين هي مكامن الفشل؟ لقد كان بسبب عدم تطور الموضوع ووصوله للأنفلات وحالة اللاعودة أي من مثل حدوث صدامات عنيفة ووقوع قتلى وجرحى بالعشرات وأحراق للكابيتول وامتداد الفوضى واذكائها قي بقية الولايات ,,,, لم يحصل كل هذا وأنسحب المتظاهرون ففشل ترامب بإستخدام صلاحياته بإعلان حالة الطوارئ ونشر قوات مساندة له في سائر البلاد فهو كان يؤمل نفسه بانتشار الفوضى كالنار في الهشيم مما يبرر له السماح بفرض ا حالة الطوارء فيلغي بذلك امكانية دخول الرئيس المنتخب البيت الأبيض ولكن رغم كل الحث وصب الزيت على النار لم تتطور المسألة وأنفض أنصاره بسرعة والشيئ الغير متوقع هو أن مساعده الأول بينس هاجم في كلمته المتظاهرين وطلب منهم الأنسحاب الفوري وقام الكثير من قادة الحزب الجمهوري بإنتقاد ترامب بأقذع الكلمات. والسؤال الحائر الذي يفرض نفسه هل سيلجأ في النهاية لإستخدام ورقه اخيرة من الخطط اي اللجوء لإفتعال حرب في الشرق الأوسط للخروج من عنق الزجاجة والبقاء في السلطة ام انه سيكتفي بما حصد من فشل وهو يعلم تماما بأن قرار الحرب أمرا ليس بالسهل وقد ينقلب السحر على الساحر خصوصا وان ايران لها القدرة على الرد وتكبيده خسائر لا يستطيع تحملها وخصوصا ان ماتبقى له من وقت لن يسمح له بحرب مفتوحة ام ربما سيكتفي بضربة لحماية ماء الوجه ولكن ردة الفعل الأيرانية قد تكون اكبر ولمدة أطول ما سيجعل ضربته ترتد عليه هذا اذا سمح له الكونغرس وقادة البنالغون بذلك.والأقرب للواقع أنه سينكفئ على نفسه بانتظار مرور الوقت والتحظير للأنتخابات القادمة بعد أربع سنوات
لطاما ردد ترامب بأنه سيجعل أمريكا كبيرة, وذهبا تبيض فاذا به يجعلها بغبائه في أسفل حضيض.