18 ديسمبر، 2024 8:41 م

“فسحة امل ” العراق في مفترق طرق اما الانقاذ او الاغراق ….

“فسحة امل ” العراق في مفترق طرق اما الانقاذ او الاغراق ….

مؤخراً وقعت بيدي قصة جميلة من روائع الأدب الروسي للكاتب “أنطون تشيخوف” القصة تتحدث عن فلاح مسكين مرضت زوجته مرضاً شديداً واخذها حيث هو الى مكان ليس بقريب الى الطبيب وفي الطريق استرجع ذكرياته الجميلة مع تلك المرأة التي لم يمنحها اي شيء ولم تأخذ نصيبها من الحنان لا منة ولا من الحياة التي كانت قاسية معها ايضاً “بدأ الفلاح يتحدث يفضفض كأنما يناجي نفسه، ولكنه في الوقت نفسه يواسي زوجته المريضة التي عاشت معه طوال أربعين عاما في شقاء وبؤسًِ ومعاناة تكد وتكدح، تساعده في الحقل، وتتحمل وحدها أعباء البيت .فاحس الان فقط” أحس أنه كان قاسياً معها طوال السنوات الماضية، وأن عليه، الآن، أن يَُعاملها بلطف ولين، وأن يُسمعها الكلمات الطيبة، فصار يتمتم مع نفسه ويكفكف دموعه وقلبه يتكلم بألم وحرقة عن ضياع تلك السنوات الأربعين التي عاشها ولم يسمعها كلمة طيبة وهي تقابله” بالود والإحسان” تكد وتكدح في الحقل معه وتقاتل في البيت دونما ان يشعرها بالاهتمام وصل الى الطبيب فوجد زوجته غادرت الحياة ولم تسمع لتلك الكلمات الجميلة وذلك الحب والحنان الذي انهال عليها بلحظة واحدة بعد صمت لاربعين عام لأنها جاءت متأخرة كثيرا فقد انتهى الامر…!!! ” ولم تعد للكلمات من قيمة تذكر ” ربما هذه القصة التي أبكتني كثيراُ تنطيق علينا جميعاً فهي بمثابة جرس تنبيه” فهي تختزل وجع والم الوطن الذي لم نسمعه كلمة حنان طيبة فهو كاتلك” المرأة المسكينة” التي تكد وتكدح ولا نشعر ها حتى ولو بابتسامة خجولة ارضها المعطاة وكنوز ذرات ترابها الابي مازالت تمنحنا القوة والكبرياء والعنفوان والتحدي وتهب لنا ثروة وكنوز ثمينة ودرر ليس لنا فقط بل لأجيالنا ان احسنا معها وتعاملنا معها بود ولطف انها تهب لنا تلك النعم والثروة والخير مجانا ونحن نقابها بالجفاء ونكران الجميل .علينا ان نعترف باننا لم نبادلها بالشعور ولا بالإحسان مطلقا بل بعضنا تامر عليها ولم يشعر بما تشعر بة الأرض التي باعها بثمن بخس.!أننا اليوم أمام مفترق طرق أما نعيد البلاد والعباد حيث الفشل والدمار من خلال المحاصصة وتقسيم المغانم والكعكة بمعنى استشراء الفساد واستنزاف موارد البلد وتسلط المافيات على مقدرات البلاد او طي تلك الصفحة المظلمة من خلال وقفة حقيقية وتحمل مسؤولية تاريخية تجاه بلد مخرب يأنُ فلا نسمع أنينهُ ويستصرخ فلا مغيث يُغيثة قد تكون هي الفرصة الحقيقة الاخيرة لان يسمع نجوانا او يموت كما ماتت تلك الام المخلصة دونما احد يشعرها بالحب عندها سوف نبكي كثيرا ونتألم ونندم ولكن الندم لا يزيدنا الا دماراً . علينا ان نسمع بلدنا كلمات طيبة علينا إنقاذه قبل موته لان يحتضر و يستعد لكتابة وصيته فلا قيمة للكلمات مالم يسمعها الأحياء ولا ينفع الرثاء امام طوداً شامخاً قد تهدم بمعاول الفشل ……!!!؟؟