19 ديسمبر، 2024 12:12 ص

فساد وکذب ونشاطات مضادة

فساد وکذب ونشاطات مضادة

في يوم 19 من الشهر الجاري، قال حسين راغفر، الخبير الاقتصادي الايراني في مقابلة له مع صحيفة”ستارە صبح”الحکومية، في معرض حديثه عن الفساد المتفشي في ظل النظام الايراني وإختفاء 4،8 مليار دولار: “إن هذا فساد موجود في الحكومة وخارجها. ولا يمكننا السيطرة عليه.”، وقد أفاد بنفس السياق حاجي دليكاني، عضو مجلس شورى النظام، تبديد أكثر من 21 مليار دولار في ميزانية عام 2018 وحالات أخرى من الفساد الحكومي، والشعب الايراني عندما يتابع هکذا خبرين”مزکمين للأنف”، ويعطفهما على رفض المرشد الاعلى تحمل تکاليف مواجهة وباء کورونا من الثروة والأصول المتراكمة لدى مراكز النهب الخاضعة لسيطرته، فإنه يعلم جيدا بأنه يسير في ظل هذا النظام الى مستقبل أقل مايقال عنه مجهول!
في هذا الوقت حيث تثار ملفات الفساد في هذا النظام الذي يعلن واحد من أهم خبرائه الاقتصاديين بعدم إمکانية السيطرة عليه، فإن سمعة النظام الخارجية تتدنى أکثر فأکثر ولاسيما وإنه وفي هذا الوقت بالذات أکدت منظمة مراسلون بلاحدود في تقرير لها بأن الأزمة الصحية تؤجج ممارسات النظام في تضليل الرأي العام الإيراني. وجاء في التقرير: ففي فبراير/شباط، بدأت الحكومة بإنكار المدى الحقيقي لانتشار الفيروس بعد نشر معلومات من وسائل إعلام مقربة من النظام تفيد بوفاة شخصين كانا مصابين بكوفيد-19 في مدينة قم، لتعترف السلطات أخيرا بعد شهرين من الجحود بأن البؤرة الأولى للإصابات كانت هي المدرسة القرآنية الواقعة في هذه المدينة المقدسة، التي تستقبل طلابا صينيين. ومن جانب آخر، فقد أعلنت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي أن النظام الإيراني هو المسؤول عن ثلث عمليات الإعدام في العالم ومحطم الرقم القياس في تنفيذ الإعدام في العالم. وقالت العفو الدولية : تضاعف عدد عمليات الإعدام في العراق، واحتفظت إيران بالمرتبة الثانية بين الدول الأكثر تنفيذا لعمليات الإعدام بعد الصين، حيث لا يزال عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم يعتبر من أسرار الدولة. علما بأنه إذا ماتم أخذ عدد سکان البلد وتم قياسها بنسبة الاعدامات، فإن إيران تتقدم على الصين!
والامور لاتقف عند هذا الحد بل إنه يتعداه الى الجانب التجاري والذي يعول النظام عليه کثيرا في معالجة أوضاعه السلبية حيث إن هناك هبوط شديد في التجارة بين إيران والشركاء الرئيسيين في العام 2020، في هذا الوقت بالذات أيضا، تستمر فيه نشاطات معاقل الانتفاضة من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في سائر أرجاء إيران وبصورة خاصة في العاصمة طهران والمدن الرئيسية کأصفهان وتبريز ومشهد وکرمنشاه ويزد، حيپ إضافة الى مهاجمة مقرات قوات الباسيج والمراکز الدينية للنظام وإضرام النار فيها فإنه يتم أيضا نصب اللافتات وصور لقائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي ومريم رجوي، وكتابة الشعارات المناهضة للنظام والمؤيدة للمقاومة الإيرانية على جدران المدن المختلفة، ونشر بيانات ورسائل لقائد المقاومة الإيرانية حول انتفاضة الشعب الإيراني. وقد لاقت هذه الإجراءات ترحيباواسعا من الشبان في إيران. والسٶال الذي يطرح نفسه هنا هو: الى أين يمضي النظام في ظل هکذا أوضاع؟ وهل هناك من يتصور بأنه سينجو بجلده؟