23 ديسمبر، 2024 7:07 م

فساد .. والمفسد غائب

فساد .. والمفسد غائب

تزدحم خطب الطبقة السياسية بالعبارات الرنانة بشأن التصدي للفساد الذي تعدى حدوده   المحلية، وأصبح حديثاً دولياً، تنكشف من خلاله صفقات مشبوهة، وسرقات بالمليارات، وبرغم اللغة المتصاعدة التي تتضمنها تلك الخطب في توصيف المفسدين كـ ” الحيتان”، و ” المافيات”، و ” الأخطبوطات”، لكن لاتوجد إشارات واضحة أو أصابع إتهام مباشرة لهؤلاء المفسدين، وكأننا إزاء ” شفرات” تبث عبر وسائل الإعلام، من دون فك رموزها، ولعل بعض الوساوس التي تختلج في الصدور تبعث برسائل خبيثة عن وجود نيات مبطنة لهذه الخطب الغرض منها إبتزاز المواقف، وأشياء أخرى.الكل يطالب بضرب المفسدين بيد من حديد، ويلوحون بملفات فساد محفوظة في أدراجهم الخاصة، لكن لأحد يكشف عنها، وتبقى مجرد وسائل للضغط عند الحاجة .تساؤلات تطرح مرة بحسن نية، ومرة بريبة مغلفة بالغمز واللمز، عن هؤلاء الذين يدّعون تصديهم للفساد وحربهم للمفسدين : من أبقيتم وراءكم في دائرة الإتهام ؟ .. ولربما تدفع الجرأة بعضهم ليجيب على هذا التساؤل بلغة ساخرة : الشعب هو من بقي في دائرة الإتهام !!.ياسادة ياكرام .. إقراركم بالفساد لايبريء ساحتكم، مهما طالبتم من قصاص ضد المفسدين، وعليكم أن تتحملوا كل النتائج التي أدت الى إفلاس ميزانية الدولة، وضياع مليارات الدولارات في مشاريع وهمية وعقود مزيفة، الى جانب كل العناوين الأخرى للفساد، والتي جعلت العراق يحتل المراتب الاولى بين الدول الاكثر فساداً في العالم.   الخطوة الأولى للإصلاح المطلوب يبدأ من فتح جميع ملفات الفساد منذ 2003 والى يومنا هذا، والا يستثنى أي عنوان أو اي شخص، ولا توضع خطوط حمر هنا أو هناك، فالقضية قضية وطن يهدده الفساد مثلما يهدده الإرهاب، كما لابد أن نحذر من مورفين اللجان التي طالما ضيعت أثر الفساد، وأنقذت رقاب المفسدين.