يبدو ان للفساد في العراق أنواع والألوان وإشكال ودخل في كل مرافق الحياة العامة حتى وصل الى لقاح الاطفال ال (بي سي جي) الذي كشفت الوقائع قبل أيام إصابة عشرات الأطفال نتيجة عدم فعالية هذا اللقاح.
مشكلة البي سي جي مشكلة قديمة اذ خلت المستشفيات منه لسنتين او ثلاث حتى انني اذكر عندما وصل هذا الغائب ضيفاً في المستشفيات والمراكز الطبية كيف هرول الاباء والامهات بأبنائهم وكنت واحداً منهم.
ازدحمنا على الطبيب المختص كأننا في عرس فرحون بينما عيالنا تصيح وتبكي … هذا هو حال البي سي جي معنا.
صيحات نيابية وغير نيابية تتحدث اليوم عن وجود فساد في تعاقدات هذا اللقاح وفقدان عدد كبير يصل قرابة المليون جرعة ونفاذ صلاحية عدد اخر منه .. بينما الرأي العام لم يحرك ساكناً .. ربما اعتقد الناس واهمين ان الفساد الاداري والمالي يكمن في تعاقدات البناء وتعمير الطرق وانشاء محطات المياه والجسور والكهرباء .. لا احبتي … انتم واهمون فكل شبر في بلادي يعاني من الفساد اذ انه اصبح اليوم ثقافة محمودة وليست مذمومة .. فكم من مفسد مرتشي صار ” صاحب بخت ” و ” ابو الكلفات ” وعميد القوم لا لشيء سوى لأنه ” صار يلعب بالفلوس لعب ” .
نعم هل سمعتم ان مرتشياً طردته عشيرته وابناء جلدته واعطوه ” سنده العشائري ” بيمينه ؟ لا والف لا لذا نرى ان الفساد في بلادنا صار كبير كما يكبر اولادنا ولم يمثل عيباً او سبة او نقصاً او ذميمتة لصاحبه ، بل على العكس من ذلك تماماً .. فهل حاسبنا نحن كمجتمع اي مفسد عن سبب غناه وثرائه وشراءه البيوت الفخمة وهو موظف بسيط او مسؤول رفيع المستوى ؟
بل ترانا نتوسط في سبيل الوصول اليه وكسب عطفه ووده .. وهذا مكمن الخلل وانتشار افة الفساد حتى وصلت الى فلذات اكبادنا في لقاحاتهم .. وغداً في دوائهم .. وبعدها في شفائهم وطبيبهم.. حتى بتنا لا نعرف الى اي مستوى سيصل هذا الفساد وكيف سيتم القضاء عليه .. واذ ما حاسبنا مفسدا قيل انه تسقيط سياسي.