18 ديسمبر، 2024 8:02 م

فساد الكنيسة في اوروبا والعصور المظلمة ! وما علاقة العراق ؟

فساد الكنيسة في اوروبا والعصور المظلمة ! وما علاقة العراق ؟

بسم الله الرحمن الرحيم ( واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) صدق الله العظيم
قبل الدخول في التفاصيل اود التوضيح باني لن ادخل بتفاصيل وتفسيرات للدين فهذا الامر اتركه لرجال الدين والامر الاّخر المقال ليس القصد منه الاساءة الى الاديان كلها ومنها المسيحية .. ولكن الهدف منه تسليط الضوء على الظواهر السلبية واثرها على المجتمع

لاشك ان هناك نسبة كبيرة من رجال الدين ومن كافة الطوائف والاديان هم من الفاسدين ويتاجرون بعد لبس رداء الدين وهذا الامر ليس له علاقة بالدين فهو بعيد عن اخطائهم وغير مسؤول عنها انما هي مسؤولية المجتمع للحد منها واحسن مثال على ذلك هو الراهب الروسي المجنون راسبوتين فهناك العديد مثله وحتى في العراق الاّن هناك اكثر من راسبوتين وان كان اشهرهم عمار الحكيم .. . اردت التكلم عن الكنيسة ودورها في اوروبا في فترة العصور الوسطى والعصور المظلمة حتى يتبين لنا دورها السيء في تخريب الدول وايقاف عجلة تقدمها وهو ما ينطبق على عصرنا الحالي وفي عدة دول لعل اولها العراق حتى نتعض ونفهم التاريخ علما ان اوروبا لم تتتقدم الا بعد ان وضعت حدا لتدخل الكتيسة ورجال الدين بشؤون الدولة والسياسة .. (فاصل واعود الى موضوعنا ).. فمتى نضع حدا لتدخل رجال الدين بالدولة .. انها بدعة ايرانية اتت بعد تطبيق ولاية الفقيه ووصل الامر في العراق الى ان محلات القمار يشرف عليها معمم لا والاكثر من ذلك ان بيوت الدعارة يشرف عليها معمم وان احد شوارع البتاويين خلف الشارع المشجر هو شارع الفساد والكحاب واللواط والمخدرات تحت ادارة معمم لا والاكثر من ذلك يلبس العمامة السوداء … اليس المفروض بالمرجعية ان توقف هذه الظواهر التي تسيء اليها والى سمعتها .. (نعود الى موضوعنا ).. مع ملاحظة امر مهم يجب ذكره ان مسيحيي الشرق تميزوا عن مسيحي اوروبا في مسألتين اولها التسامح الديني سواء مع الاديان الاخرى او فيما بين اتباع المسيحية والامر الثاني انهم لم يشهدوا الحروب داخل الكنيسة مثل التي شهدتها المسيحية الاوروبية داخل الديانة المسيحية..

الحديث عن العصور الوسطى والعصور المظلمة في اوروبا يعني الحديث عن الف سنة للفترة من القرن الخامس الى الخامس عشر .. خلال هذه الفنرة اصبحت الكنيسة ذات سلطة على الناس واجبرتهم على المساهمة والتبرعات الكبيرة للكنيسة الكاثوليكية وترغمهم على دفع 10 %من ارباحهم (يعني نصف الخمس السؤال اين يذهب الخمس اذا لم يساعد الفقراء ؟؟ ) حتى اصبحت الكنيسة هي الاكثر نفوذا وتهدد الملوك وتعيين الوزراء وتوزع المناصب ( من نتذكر في هذه نتذكر العراق يقال ملكية المرجعية بالمليارات ) او تطرد وتمنع من يعارضها من حضور الطقوس الدينيية وحتى يصل الامر الى الاتهام بالهرطقة وبالتالي الموت حرقا ( التكفير والقتل بالكاتم حتى لمن ينتقد رجال الدين ) البابا لديه سلطة على الملوك وهو السلطة العليا واصبح ياتي بعده الكرادلة والاساقفة ( مثل العراق تماما تسلسل بدرجات رجال الدين ) ووصل الامر انه في عام 1233 تم انشاء محكمة الكنيسة ومحاكم التفتيش من قبل البابا غريغوي التاسع الذي جعل من البابوية مؤسسة سياسية بارزة ( اليس ذلك شبيه بولاية الفقيه ) . وكانت الكنيسة تقيم نشاطات واحتفالات يومية وأسبوعية وشهرية والكثير من المناسبات والاعياد الدينية وتسمح لهم بتقديم الاكل والشرب ( الا يذكركم ذلك الامر بشيء نعم يذكرنا ) .. لقد وصل الامر بتدخل الكنيسة ورجال الدين انه لايستطيع الرجل الزواج الا بموافقة رجل الدين او الكنيسة .. انتبهوا الى هذه كان رجال الكنيسة يعتبرون ان الاوبئة مثل الطاعون والكوليرا والجدري هي ارادة الّهية لايمكن مواجهتها ولذلك لما اكتشف دواء التطعيم ضد هذه الامراض لقي معارضة شديدة من قبل الكنيسة ووصل الامر محاولة حرق منزل الطبيب بولستون الذي كان مركزه يقوم بتطعيم مرضى الجدري ( الا يذكرنا ذلك بالاعتداء على الاطباء والكوادر الطبية في العراق ) وظلت الكنيسة تعارض اي بحث علمي لا يتماشى مع المباديء المسيحية التي رسمها رجال الدين ومنها التشريح الذي اعتبرته الكنيسة امر غير مسموح به ( الا يذكرنا ذلك بالوضع في العراق ووباء كورونا ورفض رجال الدين اي تباعد اجتماعي وعدم الغاء التجمعات الدينية بل وعدم لبس الكمامة لان الامام العباس او الحسين عليهما السلام سيحمي اتباعه من اي وباء ) واكثر من عوقب من العلماء هم رجال الفلك وحكم على الكثير منهم بالزندقة وبالتالي حكم عليهم بالاعدام حرقا . اما الفساد والتحرش الجنسي والاغتصاب الذي يمارسه رجال الدين فحدث ولا حرج ( نسال حميد معلا عن ذلك هل موجود في العراق )

اتسمت الفترة المظلمة في حياة اوروبا بالمصاعب والمعاناة والكوارث والمجاعات والطاعون والحروب وادت الى موت ثلث سكان اوروبا بالاضافة الى التنازع والهرطقة والانشقاقات داخل الكنيسة والحروب الاهلية وثورات الفلاحين كل ذلك ادى الى تدهور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فوضى داخل المجتمع الاوروبي ( يشبه الاوضاع في المنطقة العربية وفي العراق بالذات )

ان الحديث عن الكنيسة والعصور الوسطى يستلزم بنا الحديث عن الحروب الصليبية التي خططت لها ودعمتها الكنيسة لسبب واحد اقتصادي التي بدأت عام 1095 ميلادي واستمرت لغاية1291، ان الحروب الصليبية كانت حروبا اقتصادية وبدأت وهي تتغذى بمساعدة كبار تجار المدن الايطالية البندقية وجنوا وبيزا وكانت الكنيسة تشجع الملوك والفرسان وعامة الناس على القيام والالتحاق بالحملات الصليبية وانتهت اقرب ماتكون الى حرب القراصنة التي تستهدف النهب والسلب . اما دعاوى الدفاع عن المسيحيين في الاراضي المقدسة وحماية الحجاج من اضطهاد السلجوقيين الحاكمين انذاك فهو بأجماع كافة الاراء انها حجة ملفقة ومنطق لاتبرير له انه المتاجرة بالدين كما هو الحال في العصر الحالي حجة التدخل الانساني وحقوق الانسان في المنطقة العربية من قبل القوى الغربية .. لذا فان الحرب الصليبية كانت في راي الكثيرين من المؤرخين حربا استعمارية قادته الكنيسة استعمار سياسي واقتصادي لاشبهة فيه وهو بقناع الدين بل يعدها البعض بانها اول حركة استعمارية كبرى قام بها الغرب الاوروبي في العصور الوسطى .. كانت القرون 13 و14 و15 ترسم في هيكلها بانتظام تقدم المسيحية وتقهقر العرب نحو الجنوب حتى الخروج النهائي عام 1492 من اسبانيا … في العودة التاريخية الى تاريخ الغرب في تلك العصور نجد الكنيسة واستعمال الدين غطاء للتوسع والهيمنة والنفوذ لازم الغرب الاوربي كما ان اوروبا لم تعرف التسامح الديني الا ابان الحكم العربي الاسلامي لاسبانيا فقد عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود بوئاّم وسلام … ولكن في فترة الموجة العارمة من الكره والهياج الديني المسيحي الذي غذته الكنيسة والتي رافقت غزو غرناطة طرد المغاربة والعرب …من المهم الاطلاع على الانشقاقات داخل الكنيسة المسيحية التي بدأها المصلح مارتن لوثر (اللوثرية )او الحركة المعادية للكنيسة ومن بعده كلفن (المذهب الكلفني) قد تسنح الفرصة للحديث عنهما .. مارتن لوثر هو راهب الماتي وقس واستاذ اللاهوت ومطلق عصر الاصلاح في اوروبا ،اصلاح الكنيسة ، بعد اعتراضه على صكوك الغفران ومن المفيد ناخذ فكرة ماهي صكوك الغفران بعد انحسار الطاعون في القرن الخامس عشر بدا الحكام ومن ورائهم رجال الدين بارسال بعثات استكشافية للبحث عن الثروة والمال بينما المواطن البسيط كانت حياته واقعة تحت رحى الفقر والتشرد والبؤس واليأس من الحياة ضعف ووهن في كل شيء فلم يكن امامه سوى الامل في حياة افضل في العالم الاّخر ( تماما مثل مايحصل في العراق ) وذلك عن طريق شراء صكوك الغفران التي كانت تباع علنا مقابل مبلغ من المال يذهب الى رجال الكنيسة التي ادعت ملكيتها لمفاتيح الجنة حصرا ولم يجروء احدا على تحدي سلطة الكنيسة او التصريح بخداعها للناس مقابل صكوك الغفران حتى جاء لوثر الذي وقف ضد صكوك الغفران .. (( الا يذكرنا ذلك بممثل المرجعية الدينية احمد الصافي عندما قال في احدى خطب الجمعة ما معناه وانا شاهدته بعيني ( على الفقراء ان يصبروا لانهم سيكافئون في الجنة اليس هذا شبيه بصكوك الغفران نعم ) هم يصبروا لامانع ولكن ماذا عنكم وعن اولادكم كيف تعيشون الوضع كما اراه كالاّتي الان انتم تعيشون في جنة وبعد الموت ستعيشون خالدين في جهنم والإنسان العراقي المسكين يعيش جهنم الان ولكنه سيعيش خالدا في الجنة هكذا هي الحقيقة كما اراها وكما وعد بها الله بكتابه الكريم )) .. واسس فيما بعد الكنيسة اللوثرية بمساعدة الامراء الالمان والتي تعتبر اساس نشوء الكنيسة البروتستانتية اهم افكاره الاصلاحية اعلن بشكل علني ان الانجيل لايعطي البابا الحق الحصري للتفسير ( شبيه بمسالة حصر الاجتهاد بالمرجع ) وبذلك اعتبر مهاجما السلطة البابوية وطردته الكنيسة نتيجة افكاره وادانته بتهمة الهرطقة واصبح مطلوبا للسلطة ثم رجع لتاسيس كنيسته اهم مطالباته كانت ايقاف صكوك الغفران – تغيير موقف الكنيسة من العلم والعلماء- ايقاف انحراف رجال الدين ونسيانهم دورهم الاخلاقي والديني – الغاء ابتداع الكنيسة لمحاكم التفتيش… وعندما اندلعت ثورة الفلاحين في المانيا في عام 1524 وقف لوثر الى جانب الاقطاعيين ضد الفلاحين في خطوة يريد فيها مجاملة الاقطاعيين والحكومة … كان رئيس الدير او رئيس الاساقفة في عدد من الدول يسن القوانين للحكومة فإذا توفى فهناك من يخلفه لضمان بقاء العقيدة الكاثوليكية فلذلك كانت هناك حرب اهلية في المانيا نشبت جراء الصراع بين الكاثوليكية والبروتستانتية والتي ادت فيما بعد الى ظهور الكنيستين ..

كيف انتهى نفوذ الكنيسة ورجال الدين بدأ النفوذ يضعف مع بروز حركات الاصلاح الديني على ان الثورة الفرنسية التي اندلعت عام 1789هي كانت الفاصل وكانت ثورة غضب على الكنيسة ورجالها ومبادئها وانتقل هذا الغضب الى اكثر دول اوروبا وكانت هناك معارضة شعبية للحكومة الدينية في هذه المدن بل ان البابا بيوس السادس اضطر للهرب من غضب الجماهير ثم جاء حكم نابليون لينهي ويضعف دور الكنيسة ولينمي الشعور القومي على حساب ( اممية الدين ) وهنا الانتباه الى تنامي الشعور الوطني في العراق ضد اممية المرجعية وبالذات ضد النفوذ الايراني الذي شجع تناميه المرجعية الدينية ومبدأ ولاية الفقيه الموجود في ايران وله اتباع في العراق وله معارضين واهم معارضيه كانوا هم السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني وايضا السيد ابا القاسم الخوئي ) .. ومن المعروف ان اهل السنة لايوجد لديهم ولاية الفقيه الا انه ظهر بعض رجال الدين السنة بعد عام 2003 ممن بداوا بالتدخل بالحياة السياسية بل وصل الامر بهم الى التكفير والتحريض على القتل .. وبالطبع هناك من رجال الدين الشيعية من حرض على القتل والتكفير .. كلاهما متساويان بالظلم والجرم .. بعد ما يقارب الف سنة اصبحت الكنيسة تعرف نفسها (( كيان ذي رسالة روحية وليس ذي رسالة سياسية … وان الشأن السياسي لايدخل مباشرة في رسالتها )) لقد ادرك رجال الدين والكنيسة ان الاستمرا ر بالفساد سيجلب عليهم الويلات وسينتهي بذبحهم جميعا وادركت ان بداية (( تدنيس المقدس )) هو مؤشر خطر عليهم تجنبه .. والأن ماذا عن العراق نلاحظ تنامي الكره الشديد ضد رجال الدين من الشيعة ومن السنة بعد ان تمادوا في فسادهم وهذا سيؤدي الى ظهور حركات دينية اصلاحية ( شبيه ب لوثر ) داخل المرجعيات لايقاف فساد رجال الدين وفعلا الأن يوجد رجال دين مثقفين يوجهون النقد للمرجعية وبالذات المرجع السيستاني وهذا ما دعاه الى ان يخرج الى العلن وعلى التلفزيون وان كان ظهوره غير موفق مع ممثلة الامم المتحدة ولم اجد مبرر اوكيف حصل ذلك ومن فرض عليه الخروج بهذه المقابلة ؟؟ وكان بامكانه الظهور بمناسبة افضل من هذه .. ان عدم التفاعل مع مطالب الناس وعدم ايقاف الفساد سيؤدي الى تدنيس المقدس ونلاحظ كان من النادر ان يوجه انتقاد الى المرجعيات اما الان فانتقادها اصبح بكثرة وسيزداد حتى يصل الى درجة ( تدنيس المقدس ) . وسيأتي وقت في العراق يهرب رجل الدين من الناسالذين سيلاحقونه في الشارع لاهانته وياتي وقت يتحرج من لبس العمامة وسيحلق لحيته كل ذلك بسبب فساد البعض منهم والذين اساءوا الى الدين والاسلام.