تكثر هذه الأيام مدافعة بعض الكتاب عن الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد ..باعتباره فكرا رياديا اعتمد الشريعة الإسلامية في تطبيقات الحكم لاسيما في عراق ما بعد الاتفاق بين بعض رموز هذا الفكر والمحتل الأمريكي الذي ما زال البعض من الجماعات الإسلامية المسلحة( تجاهد ) لاخراجه من العراق .
هل اتهامي للاسلام السياسي فكرا وتطبيقات بالفساد مجرد فرية افتريها عليه ؟؟
لا والله قاسم الجبارين .. بل من منطلق قانوني بحت .. وفي مسارين ..الاول ..كررت طرحه حتى في ندوات عقدها ملتقى بحر العلوم للحوار عن الاعتراف الدولي بتعريف الدولة مقابل عدم اعتراف فكر الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد لما اتفق عليه في ميثاق الأمم المتحدة لسيادة الدولة.. فيما يقفز الاسلام السياسي على هذا التعريف المحدد والواضح حتى بات غير العراقي وله منصب سيادي في دولته مرجعية ملزمة لاحزاب تتصدى للسلطة بدستور عراقي لا يعترف بسلطة اي مرجعية دينية على نفاذ القانون الوضعي لسيادة دولة العراق … واتمنى ان يصحح لي اي مختص وجود نص في دستور ٢٠٠٥ يعتبر المرجعيات الدينية لها منصب حتى وان كان اعتباري في جسم الدولة العراقية.
فجاء الفساد في زج مرجعية النجف الاشرف من قبل احزاب الاسلام السياسي في غير ما توافق عليه وتقبله فيما الأصل للموضوع هو ولاء لمرجعية ولاية الفقيه الإيرانية وليس لمرجعية النجف الاشرف من قريب أو بعيد .
الامر الثاني في هذا الفساد السياسي ان الاسلام السياسي بمفهوم البيعة قفز ايضا على نص وروح الدستور العراقي وايضا تعريف الأمم المتحدة لسيادة الدولة لقبول حكم الاجنبي على العراق سواء من حلال منظومة الاخوان المسلمين او تنظيم القاعدة ومن سار على هامشه من السلفيين ..كلا الأمرين الفاسدين جعل مشاركة الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد في التصدي لسلطان الحكم في العراق خارج سياقات سيادة الدولة مما أدى إلى ظهور حالة اللادولة او الدولة العميقة ..
في المقابل يظهر الفساد الدنيوي على قيادات الاسلام السياسي العراقي ..بمجرد حساب بسيط بين ما كانوا عليه ما قبل ٢٠٠٣ وما يمتلكون اليوم ردا على سؤال معروف…من اين لك هذا؟؟
فيما جمهور كلا الحالتين من الاسلام السياسي يواجه الفقر وضنك المعيشة ..وفقدان اسس الحياة الكريمة سواء في محاجر النزوح الداخلي والخارجي ما بعد داعش او مستوى الفقر الذي يسجل في تقارير رسمية لمدن الوسط والجنوب.. فيما ترفل مواكب احزاب الاسلام السياسي بخيرات العراق..وما يظهر من سرقات كبرى اليوم ربما تخمد امام سلطان الحكم غير الرشيد وتنتهي بقانون جديد للعفو يصدره مجلس النواب ذي الاغلبية من احزاب الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد..حينما تصل الاعترافات لرؤوس قيادات الخط الاحمر !!
الخل الافضل ..وسبق وان طرحته ان تبادر مرجعيات هذه الاحزاب للبحث عن حلول ناجعة ..تردم الفجوة بين الولاء والبراء وفق تفسير التكليف الشرعي وبين مفهوم خيانة سيادة الدولة… وهو حالة سبق وان تصدى لها السيد النائيني في ثورة المشروطية…
الامر الثاني ان يكون زهد قيادات الاسلام السياسي مقنعا للعراقيين ولهم في رسالة ابا تراب الامام علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم الى عامله على مصر والتي تضمنتها خطب الجمعة في الصحن الحسيني المقدس للتذكير بهذا الزهد وعلاقة الحاكم بالمحكوم … كم هو التزام قيادات هذه الأحزاب بذلك الزهد وانعكاسه على رفاهية الشعب العراقي سؤال بحاجة الى اجابة على سؤال سبقت الإشارة اليه ..من اين لك هذا ما قبل ٢٠٠٣ وما بعدها حتى اليوم …ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!