18 ديسمبر، 2024 7:10 م

فساد الأرصفة والمقرنص

فساد الأرصفة والمقرنص

الفساد في العراق أصبح ظاهرة عامة تعودنا عليها لكثرة ما نرى من صفات فساد يومية وفي جميع مؤسسات الدولة والفاسدون يصولون ويجولون تحت أنظار الجميع لذا فالكتابة عن الفساد أصبحت مملة ولاجدوى منها لأنه لاتوجد آذان صاغية تأخذ بما نكتب ونشخص.
اليوم عدت للكتابة عن نوع من الفساد ولم أتمكن من السكوت أكثر من ذلك لأن هذا النوع انتشر بشكل مريب في جميع محافظات العراق ويعرف به القاصي والداني ويستشعره المواطن بشكل يومي ألا وهو ظاهرة (فساد الأرصفة ) حيث انتشر هذا النوع من الفساد منذ عام 2003 ولحد الآن واستشرى لدرجة لايمكن السكوت عنها والا فما معنى أن يتم تبديل رصيف شارع لثمانية مرات أو تسعة مرات ولم يبلط ولا مرة واحدة, وهذه الحالة موجودة في جميع شوارع وأزقة العاصمة بغداد وأيضاً في المحافظات.
أدعو من هذا المنبر رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب وهيئة النزاهة ومنظمات الشفافية أن تفتح هذا الملف بشكل جاد وحقيقي وستجد صحة ما أقول بسهولة ويمكنها أن تختار بشكل عشوائي أي بلدية في بغداد وتختار أي منطقة وتفتش في سجلات المشاريع المنجزة على شوارع هذه المنطقة منذ عام 2003 ولحد الآن ستتفاجأ من عدد المرات التي تم تبديل الأرصفة بها مع اختلاف المواصفات فمرة مقرنص اصفر ومرة احمر ومرة مقرنص معيني الشكل ومرة مستطيل الشكل ومرة دائري الشكل, وعندما تبحث في سجل المشاريع نفسها فلن تجد مشروع واحد لتبليط هذه الشوارع وان وجدت فانها تصليح فقط وليس تبليط كامل وأتمنى من اللجان التي تريد التحقيق بهذا الموضوع ان تسأل المواطنين في هذه المناطق وتستحلفهم بأغلظ أنواع الايمان هل أن شوارع منطقتهم كانت تحتاج الى تغيير الأرصفة بهذا العدد من المرات وسيجدون الجواب أن الأرصفة كانت بأفضل الأحوال وان شوارعهم مليئة بالتخسفات والمطبات والحفر ولو ان هذه الأموال قد أنفق جزء بسيط منها لتبليط الشوارع لكانت عاصمتنا بأفضل حال,وأتمنى من اللجان التحقيقية ان شكلت أن تجرد حجم الأموال الهائلة المنفقة على مشاريع تبديل الأرصفة والمقرنص وتعلنها على الملأ بشكل شفاف ليطلع جميع المواطنين على هذا الباب الكبير من أبواب الفساد العلني لكي يعرفوا حجم الظلم الكبير الواقع عليهم ولكي يعرفوا أين تذهب أموال البلد ولكي يرفعوا أصواتهم مطالبين الحكومة والبرلمان بأن يوقفوا هذه المهزلة وهذا الاستغفال للشعب وأن يطالبوا بإصدار تعليمات عاجلة بوقف جميع مشاريع الأرصفة والمقرنص سيئة الصيت ويطالبوا بتبليط شوارعهم التي أصبحت غير صالحة لسير العجلات والتي تغرق مع أبسط زخة مطر.
أخيراً وليس آخر أكرر دعوتي باسم كل مواطن عراقي الى رئيس مجلس الوزراء والى ممثلي الشعب أن يسارعوا لفتح هذا الملف الخطير وأن يضربوا بيد من حديد على كل من تلوثت يده باموال السحت وأن يوقفوا مهزلة (الأرصفة والمقرنص) فلقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.