في وقت نتطلع لبناء عراقي ديمقراطي مدني ، هناك نموذج ثقافي-أعلامي معارضاً لسلطة ما أو موقف ما ، يقوم بتحالفات و أصطفافات مع سلطة أخرى وموقف أخر دائماً ما تكون مضادة للسلطة الأولى والموقف الأول ، ودائماً ما يبرر شرعية هذه التحالفات بـحجة “كبح جماح” السلطان . بمعنى أخر عندما يعارض المالكي ودولة قانونه ، يتحالف مع قوى مضادة له بالموقف والاتجاه ، ويظهرهم في حواراته معهم وكتاباته بلباس ديمقراطي ، زعيمٌ يشاركُ في حفلة دم عراقي لأكثر من سنتين ، يظهر وكأنه حمامة سلام ، وأخر يصوره وكأنه واحد من أبطال الــ”ماغنا كارتا” في العراق .
وهذا يبعده عن دور المثقف الذي عُرف من زمان كـباحث عن الحقيقة ، وباعتقادي يمثل هذا جهل في فهم السياسة والديمقراطية وبناء المؤسسات ، فالديمقراطية على حد قول أحد المراقبين ” لا تقوم بوجود زعيم ليبرالي، بل تقوم رغماً عن رئيس مستبد”. هناك ديمقراطية عندما نتخلص من اقتصاد ريعي وتشريع قوانين وبناء مؤسسات مستقلة غير متداخلة ، وبناء حقيقي لسلطة تشريعية – رقابية وقضاء نزيه ، والوعي في الاختلال المؤسساتي للدولة ، وزعيم يؤمن بالديمقراطية كممارسة حزبية أولاً وبعدها سياسية .
أحدهم ، يقول أتباعه أن مواقف القائد والزعيم يجب أن تطاع طاعة عمياء من جهة ، و يصور زعيمهم نفسه كبطل ديمقراطي من طراز جديد من جهة أخرى . النظريات الديمقراطية ليست كلمات نزين بها الصحف والمواقع والقنوات بتعبير إنشائي ، الديمقراطية هي الإيمان بها كممارسة في كل شيء من الحزب وإلى الدولة ، أي أننا لا نستطيع أن ندخل في معركة لبناء دولة ديمقراطية مدنية بــ “كبح جماح السلطان” بتشكيلة متنوعة من سلاطين كلهم تعلم السياسية وفق مقولة”كل وعي سياسي لا يمتد إلى الإسلام فهو سطحي” .
ولكن للأسف هناك نموذج ثقافي – أعلامي يضع نفسه ضمن تراتبية السلطة أو تراتبية إيديولوجية. وهناك نموذج أخر صنعه صدام سابقاً بأنبوب نفط وحفنة دولارات بقى ومازال ينتج كلمات عرفت بالتمجيد وصناعة مفاهيم تظهر الشيطان ملاكاً ، والملاك شيطاناً . نفس صاحبنا الذي قال :
القناصين المهرة
ورماة الدوشكا
عزفوا لحنا شعبيا
طك .. طك … تتو … طك تتو … تتو
طك طك طك تو … طك تا … طك تو
تتو … تتو … تتو.