23 ديسمبر، 2024 1:53 م

فرقة راستاك الايرانية الموسيقية والغنائية ….. تراث وفلكلور وحداثة واجواء روحانية

فرقة راستاك الايرانية الموسيقية والغنائية ….. تراث وفلكلور وحداثة واجواء روحانية

تصيبني هيستيريا الفن واشعر انني قاب قوسين او اقل او اكثر من الجنون عندما استمع الى اغاني وموسيقى الفرقة الايرانية ( راستاك ) فهي تسرد وتدون الفن بطريقة تراثية فلكلورية معاصرة تمتزج فيها طقوس الحداثة والاجواء الروحانية مع كم هائل من المشاعر والاحاسيس الانسانية فلوحاتها الفنية غنية بأشهى انواع الموسيقى التي تزيد الابداع الانساني جنونا …..
فعروض هذه الفرقة الاستعراضية فكريا وفلسفيا وموسيقيا وغنائيا تجعل العقل والقلب يدور في فضاء شاسع للتأمل في كل شيء بداية بوجع الحب والم الهوى وهذيان العشق والوطن والارض والام فأغاني وموسيقى هذه الفرقة مزيج متنوع من التراث والفلكور الكوردي والايراني والهندي والافغاني فلوحاتها الفنية الساحرة تمثل تأريخ امما وشعوبا بأكملها تختلف فيها اللهجات والعادات والتقاليد وطقوس الحياة لكنها تلتقي عبر اوتار الالات الموسيقية برفقة الكلمات التي تضفي على اللوحة طابعا فنيا خالصا نقيا ينتمي للطرب الاصيل للتأريخ الانساني …..
فمن المعروف ان لكل فرقة موسيقية طريقتها الخاصة لايصال رسالتها الفنية الى الجمهور المتذوق لاسرار وخفايا الموسيقى وفي نفس الوقت لكل واحدة منها ميزة او صفة تجعلها تحظى بشعبية في قلوب وعقول البشر لكن ما يميز فرقة راستاك الغنائية والموسيقية انها تمتلك الكثير من الصفات والمميزات تجعلها تتصدر واجهة الحدث الفني في كل اصقاع العالم …..
فالبساطة والنعومة والطقوس الروحانية واللحن وطريقة الاداء والتمثيل ونوعية الالات الموسيقية الكثيرة والانسجام والتناغم المثير بين اعضاء الفرقة والترتيب الموسيقي الدقيق في العزف والغناء اضافة ان لكل لوحة غنائية قصة خاصة بها تعبر بها عن حالة معينة تربط الواقع بالخيال والمأساة بالامل والوجع باللقاء  فموسيقاها ترصد لحظة من العشق في نفوس العاشقين واحيانا تقتفي الذات في رحلة البحث عن الهوية …..
فكل انواع الموسيقى تغذي الروح لكن غناء موسيقى فرقة راستاك تغذي ابعد من الروح فتراها تارة تقلب صفحات القلب والذاكرة والعقل وتارة تراها تضحك من يسمعها وتارة تبكيه احيانا …..
فلا وجود للضياع والهروب والرحيل في غناء وموسيقى فرقة راستاك بل هنالك صمود وثبات وعزيمة للتأمل والغوص بعمق في الحياة …..
لهذا كلما اردت ان اعيد ترتيب فوضى يومياتي استمع الى عزف وغناء فرقة راستاك كي استرد بعضا من اليقظة من هموم واوجاع الانسانية والحضارة والحب والعشق والهوى …..
فالعشق بحاجة للموسيقى ايا كان نوعه انسانيا او فكريا او روحيا فبينهما انسيابية لا مثيل لها على عكس الشعر الذي يكوي العشق بنيرانه وحممه فالقصيدة واللوحة التشكيلية والموسيقى الكلاسيكية تفرغ ما في جعبتها من الالم والوجع واوهام النسيان في عقل وروح من يكتبها او يرسمها او يعزفها على عكس الموسيقى الطربية التراثية الفلكلورية التي تعيد لمن يعزفها ولمن يسمعها يقظته وطاقته الفكرية والفلسفية والروحية لأنها تمثل تأريخ امم وشعوب لم تفارق خيط الحضارة منذ القدم الارض فعندما يسمع المرء موسيقى واغاني هذه الفرقة تنتابه رغبة جامحة للتفكير بعمق في الماضي والذاكرة التي تمثل الارض والوطن والام والحبيبة والقرية والعشيرة ولون السماء وسحر الجبال  ونعومة الرياح وروعة الطبيعة والاهم من كل هذا سمو الروح وقيمتها الانسانية المطلقة …..
ففرقة راستاك الفنية لحظة من التأمل تأخذ المرء الى فضاءات شاسعة في فلك الحياة بحلوها بمرها بهدوءها بتمردها بتألقها بغضبها بفرحها …..
 
رابط احدى لوحات هذه الفرقة الفنية …..
https://www.youtube.com/watch?v=yO0mvGSdR50