بداية كان بودي ان يكون عنوان مقالي هذا (العراق وحاجته الى محمد الصدر) ولكن قررت ان اكتب مقالا اخر تحت هذا العنوان حتى اتناول في هذا المقال مشكلة الهجرة التي زادت بشكل ملفت للنظر هذه الايام ولأسباب مختلفة كلها تؤدي الى نتيجة واحدة وهي خروج الشباب العراقي وخصوصا الشيعة من بلدهم وهذا الخروج انا اعتبره خروجا من الاسلام ومن التشيع بطريقة مباشرة او غير مباشرة وقد يقول قائل هل ان كل من خرج من العراق قد خرج من الاسلام والتشيع وهل يعقل هذا الكلام فأقول لهم يقينا ليس هذا مرادي من هذا القول انما كل الذين خرجوا من العراق وهاجروا منذ عشرات السنين كان خروجهم لأسباب تختلف من شخص لأخر ومن سنة لأخرى واما يحدث اليوم فهو خروج لسبب واحد وهو افراغ البلد من ابنائه وهذا لم يكن بين ليلة وضحاها وانما تم الاعداد له منذ مدة طويلة وهي جعل الشاب العراقي بين اربعة خيارات لا خامس لهما وهي اما ان يلقى به في لهوات الحرب في معركة لها اول وليس لها اخر او جعل الشاب العراقي ينتظر حتفه بسيارة مفخخة او بحزام ناسف او تركه في ظروف نفسية صعبة جدا يعاني الفقر والحسرة عندما لا يستطيع ان يعيش كما يعيش اقرانه او دفعه الى الخيار الرابع وهو ترك بلده والذهاب الى المجهول ليتم اغراقه في البحر بطريقة دراماتيكية منظمة او ايصاله الى بلدان كل شيء فيها حرام وكل شيء فيها ضد الاسلام وكل شيء فيها مباح وكل شيء فيه تم صياغته بطريقة تجعل الانسان “كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها” على حد وصف امير المؤمنين (ع) والمؤلم في كل هذا الموضوع انه لا يوجد من يبين لهؤلاء الشباب الاخطار التي تحيط بهم جراء هذه الهجرة او التفكير بها وعليه فهذه رسالة او عتب الى السيد مقتدى الصدر لأنه الوحيد الذي يستشعر خطر هذه الامور ان يقوم بإصدار بيان او فتوى تحرم على الشباب الاقدام على الخطر الداهم لان غيره لا يهمه كل هذه الامور .