17 نوفمبر، 2024 12:40 م
Search
Close this search box.

فرصة ذهبية للمنطقة

فرصة ذهبية للمنطقة

التحرکات المختلفة التي يقوم بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على صعيد المنطقة و عرضه لعضلاته أمام بلدانها، ليست دليل و مظهر قوة کما يسعى هذا النظام للإيحاء بذلك بل إنها محاولة أکثر من مفضوحة من أجل التغطية على عجزه و فشله و هزيمته على الصعيد الداخلي و على الصعيد الدولي.
هذا النظام الذي واجه إنتفاضة واسعة النطاق شملت أکثر 142 مدينة في سائر أرجاء إيران، لاتزال التحرکات و النشاطات الاحتجاجية العارمة تعصف به، فبعد إحتجاجات أهالي الاهواز و التي تضامنت معها مدن إيرانية أخرى و سببت الکثير من القلق و الاحراج للنظام، هاهي المدن الکردية الايرانية تنتفض بوجه النظام و تعلن عن رفضها له، الى جانب مدن و مناطق أخرى في مختلف أنحاء إيران توجد فيها تحرکات إحتجاجية، والانکى من ذلك أن المسؤولين الايرانيين يتخفون کثيرا من أن تؤدي هذه الاحتجاجات في ظل إستمرار الاوضاع الاقتصادية و المعيشية السيئة للنظام و الهبوط المريع لقيمة الريال الايراني من دون معالجة، الى إندلاع إنتفاضة کبيرة جدا والاهم من ذلك إن النظام يعلم بأن منظمة مجاهدي خلق، عدوه اللدود و بديله الجاهز، متواجد في الساحة و يتربص به الفرصة المناسبة للإنقضاض عليه مع الشعب الايراني، وأمام کل ذلك نجد المرشد الاعلى يهيب بمنتسبي وزارة الامن المکروهين و المنبوذين من جانب الشعب الايراني، بأن يجعلوا ولائهم المطلق للنظام!
على الصعيد الدولي، وبعد العقوبات الامريکية و الاوربية و إمکانية إنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، فإن حكومات الاتحاد الأوروبي تبدي المزيد من التأييد لفكرة فرض عقوبات جديدة على إيران اقترحتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا كوسيلة لإثناء الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وهذا يعني إنتظار المزيد من المشاکل و الازمات، خصوصا وإن قضية التدخلات الايرانية في المنطقة و برنامج الصواريخ الباليستية لطهران، هي الاخرى على بساط البحث مع إيران، وکل هذا يجعل من الموقف العام للنظام دوليا ضعيفا و مهزوزا.
في ضوء ماقد طرحناه، فإن على المنطقة أن تعلم جيدا بأن قيام النظام الايراني بعرض عضلاته الخاوية و الواهنة في هذا الوقت لايدل سوى على ضعفه المفرط و خوفه و رعبه الکبير من المستقبل خصوصا وإنه يواجه رفضا داخليا غير مسبوقا و فشلا خارجيا ليس له من نظير منذ تأسيسه ولحد الان، ولذلك فإن على دول المنطقة أن تستفيد من هذه الفرصة الذهبية و تستثمرها من أجل مواجهة الدور المشبوه للنظام الايراني و تضع له حدا ونعتقد کما نؤکد دائما بأن أفضل اسلوب لذلك هو بدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية.

أحدث المقالات