16 أبريل، 2024 8:04 ص
Search
Close this search box.

فرصة العبادي الذهبية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يحدث وعبر صفحات التاريخ ان فوض ائمة اهل البيت عليهم السلام اي حاكم ما عدى قضية المختار الثقفي وانتقامه من قتلت الامام الحسين وأصحابه وعياله والذي اعطي الضوء الاخضر من قبل الامام زين العابدين عليه السلام وبصورة غير مباشرة وعبر السيد محمد بن الحنفية وبرسائل وكتابات سرية ومشفرة كما يذكر لنا ارباب التاريخ .

بينما رأينا الان كيف فوضت مرجعيتنا العليا والتي تعتبر الامتداد الطبيعي لائمتنا الاطهار والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني دام ظله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وطلبت منه الضرب بيد من حديد على المفسدين وسراق اموال الشعب وان هذا التفويض يعتبر نادرا جدا ومهم وكبير.

والمتتبع لهذا الموضوع المهم يرى ان هنالك فرصة ثمينة وكبيرة من المحتمل لم ولن تتكرر حتى في المستقبل للسيد العبادي في بسط قراراته وتطبيقها وان ياخذ بزمام الامور فالعبادي الان اصبح صاحب الحظ الذهبي من هذه الناحية فهو اول رجل يحصل على تأييد المرجعية والشعب في وقت واحد لاسيما ان الوقت الذي يمر به بلدنا عسير وصعب للغاية ويتطلب قلع الفاسدين والمفسدين وأي كان مناصبهم من جذورهم .

ان هذا التفويض او الفتوى لم تأتي اعتباطا بل اتت تحصيل حاصل لما عانه الشعب العراقي وبكل طوائفه من الذين اتخذوا من الدين وسيلة لتحقيق مأربهم الدنيه وسلب ابسط الحقوق فالمعاناة التي عاشها شعبنا طيلة السنين الماضية ليست بالهينة فنقص الخدمات وكثرة البطالة وسرقة الاموال العامة منذ عام 2003 والى هذه اللحظة وتوقف عجلة الحياة وبكل مفاصلها جعلت صوت الشعب يصدح ليحطم جدار الصمت وليبرهن للجميع ان صوت الجماهير اقوى من الدكتاتورية .

لازالت الفرصة ممكنة ومتاحة للعبادي لإسقاط اصنام الاحزاب والكتل التي يصفونها بالحيتان وكما قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام

اذا هبت رياحك فاغتنمها

فبعد كل خافقة سكون

فالرياح الايجابية مؤتية لرئيس الوزراء والوطنين والخيرين والذين لم تتلطخ يدهم بسرقة اموال المستضعفين من ابناء هذا الشعب الصابر الممتحن للتغير الجذري وحل المشاكل والمعضلات ليكونوا عند حسن ضن شعبهم ومرجعيتهم .

وان على العبادي ان يدرك بان تفويض المرجعية ووقوفها معه ليست بالأمر الهين ويجب استغلاله بشتى الصور لتحقيق العدالة الاجتماعية ونصرة المظلومين وتصيح العملية السياسية والتي دمرتها الحكومات السابقة والتي تسلطت على رقاب الشعب كما ان على العبادي ان يحاسب من سرق وعاث فسادا وهو الان يساند هذه الدعوات ويمكر بطرق ملتوية لينأى بنفسه من كماشة الشعب فان هنالك اشخاص متلونين يساندون ويركبون الامواج لكي لا يكتشف زيفهم وسرقاتهم السابقة وان التغيير والإصلاح يجب ان يطبق على كل من ادار عجلة السلطة في العراق منذ سقوط الطاغية هدام ولحد هذه اللحظة فما فائدة الاصلاح الان وفي هذا الوقت الذي تقول الحكومة انه وقت التقشف فمتى سوف يحاسبون السراق السابقون وما هي العوامل المساعدة لهذا الاصلاح اذا لم يحسب ويدرس وتكشف الاوراق وتفتح الابواب على مصراعيها وكما قال الشاعر

متى يكمل البنيان يوما تمامه

اذا كنت تبني وغيرك يهدم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب