أن يسعى البعض للترشيح والفوز في انتخابيات مجالس المحافظات أمر مشروع وحق كفله الدستور ولكن غير المقبول أن يستغفل المرشح أو الذي يقف خلفه في الصورة المواطن ويكون منافقا وشاهد زور على الذي يستظل به سواء كان رمزا أو كتله أو حزب لا يمكن أن نثق بمرشح يكذب علنا في ملصقاته التي شوهت الشوارع وهو لازال خارج السلطة فكيف إذا اختلى بشياطينه في الغرف المظلمة داخل مبنى المحافظة . شعارات فارغة ووعود كاذبة ورشا محرمة ونفاق اجتماعي يتدرب عليها المرشح في محاولة لمسك مقعد في مجلس المحافظة فما هو فاعل إن جلس على المقعد أي فساد إداري ومالي وأخلاقي سيضيف إلى قوائم الفاسدين الكبيرة والكثيرة .
لماذا تتهافت حيتان الكتل على ضم النساء كمرشحات في القوائم الانتخابية بأعداد فاقت ما موجود في الدول الديمقراطية بحساب النسبة والتناسب السكاني لا نصدق إيمان هذه الكتل بدور المرأة في المجتمع ولا بتساوي حقوقها مع الرجل في مجتمع شرقي ذكوري يتغزل بالصورة قبل أن يصدم بالأصل فضلا عن التوجهات الدينية لهذه الأحزاب والكتل التي لم تعد خافية على المرأة بل نفاق وتدليس على الناخب والسبب معروف .
إن سلمنا بان المرشحين الجدد محكومون بإطار اجتماعي واقتصادي ونفسي يدفعهم إلى الانقياد الأعمى لزعيم القائمة بصفته سيفتح لهم أبواب السلطة والمال والشهرة وشبكة من العلاقات مع أصحاب القرار وشيوخ العشائر ورجال الدين والسياسيين والمقاولين ، هي حقا نقلة نوعية في حياة المرشح إن دخل مبنى المحافظة موشحا بالفوز بأية وسيلة .
ما يثير الاستغراب والريبة ويدفع بالشكوك في نزاهة الانتخابات هو إصرار من اعتلى المناصب الحكومية في الدورات الانتخابية السابقة من النواب والمحافظين ورؤساء المجالس والأعضاء على الترشيح على الرغم من الكثير منهم اثبتوا فشلهم في تقديم الخدمات لمحافظاتهم بل كانوا سبب رئيس في تردي المؤسسات البلدية والصحية والتعليمة و زيادة على ذلك كانوا من فرسان الفساد بكل أنواعه من خلال المشاريع المتلكئة والعقود الوهمية وهدر المال العام على الايفادات والعجلات والحميات والمهرجانات الخطابية والولائم ، هل يولد الفشل الإصرار على الفشل ، هل يتحول نائب فاشل إلى زعيم قائمة يدفع الملايين على حملة قائمته الانتخابية وهو يعرف إن الفوز بعيد عنه إلا إذا ما خفي أعظم أو لغاية في قلب المفوضية
هل يعقل أن يقدم نائب زوجه أو أخيه أو أبنه ليقف بجانبه في الملصقات الدعائية إلا إذا كان كاذبا أو منافقا وهو يدعي بان الوضع الأمني كان سببا في عدم القيام بواجبات وظيفته وتفقد أحوال ناخبيه بل سكن القنوات الفضائية بدلا عنها وقد أحاط نفسه بسور من الأسلحة وأرهق ميزانية الدولة. صحيح فرخ البط عوام ولكن ليس صحيحا فرخ النائب محافظ.