فراغك أجمل الحاضرين
للشاعر عصمت شاهين الدوسكي
المضمون والاستنتاج
بقلم : زينة علي العيساوي
العنوان : ” فراغك أجمل الحاضرين ” للشاعر عصمت شاهين الدوسكي
القصيدة تدور حول ” الفراغ “، لكنه ليس فراغًا عاديًا؛ هو فراغ يحمل مشاعر الشوق والألم والحنين، مما يعطي العنوان بعدًا إنسانيًا عميقًا.
المضمون :
1 . الشوق والحنين: ” أسأل فراغك شوقا / أسأل فراغك حرقا “: تكرار ” أسأل ” يعكس قوة الشوق والاحتراق، وكأن الفراغ ذاته كيان يستحق السؤال والتفكير “مازلت تذكرني أم أنا من الغائبين” : هذا التساؤل يعكس القلق والحيرة في نفس الشاعر، ويجسد حالة اللا يقين تجاه ذاكرة الحبيب.
2 . الألم والحرمان: ” رغم وجع السنين / يثني على منفاي البعيد” : استخدام كلمة “يثني” يعكس قوة الألم الذي يكسر عزيمة الشاعر، بينما ” منفاي البعيد ” يعكس شعور العزلة. – ” فراغك يثير إحساسي / ألمي ، حرماني ، أنفاسي” : تتابع المشاعر المتدفقة هنا يعكس تأثير الفراغ العميق على الشاعر، وكأن الفراغ يمتلك القدرة على تحريك كل جوانب حياته.
3. القيد والحرية : ” فلا أفرق بين قيد وقيد “: الشاعر يشعر بأن جميع القيود سواء، سواء كانت قيود الفراق أو قيود الوحدة، مما يعكس حالة من الضياع. – “حياتي بين قلم وقرطاس وسطرين”: يعبر عن حياة الشاعر بين الكتابة والتدوين، حيث يجد في الكتابة ملاذًا له.
4. الوصف الحسي: – “تبتسم تداعب صمتي / نظرتي ، لغتي “: الشاعر يصف كيف يلامس الطيف جوانب حياته المختلفة. – “وفمك كأس عسل حنين”: استعارة جميلة تعبر عن طعم الشوق والحب الذي يملأ فراغ الحبيب.
5. الأمل والخيبة : ” لا أخشى فراغك المعنى / ولا مساحة عطر الندى” : يعبر الشاعر عن عدم خوفه من الفراغ بل يتقبله. – ” لكن طيفك يملأ الفراغات”: الطيف يعوض عن الحضور الفعلي للحبيب.
الأسلوب:
التكرار : – “فراغك أجمل الحاضرين”: تكرار هذه العبارة يعزز من فكرة أن هذا الفراغ، رغم كونه مؤلمًا، هو شيء مميز وجميل بالنسبة للشاعر. هذا التكرار يعزز الإيقاع ويضفي على النص بعدًا موسيقيًا – ” مولاتي ” و”معذبتي” : استخدام هذه العبارات يعكس التبجيل والاحترام للحبيبة، ويبرز عمق تأثيرها العاطفي على الشاعر.
الاستعارات والصور البلاغية: – ” طيفك يلهم أفكاري / يسرد غور أسراري ” : صور مجازية تعكس تأثير الطيف العميق والمستمر على حياة الشاعر “فمك كأس عسل حنين ” : صورة بصرية جميلة تربط الحلاوة بالحنين، مما يعمق إحساس الشاعر بالحب والشوق. – “فراغك أجمل الحاضرين”: تصوير الفراغ كشخصية حاضرة تخلق تباينًا مثيرًا وجماليًا في النص، حيث يجعل الفراغ كيانًا يملأ الوجود بجماله الخاص.
الخاتمة: – ” ويبقى فراغك أجمل الحاضرين / بلا بدايات ، بلا نهايات “: يختم الشاعر القصيدة بتأكيد على دوام هذا الفراغ وجماله الذي يتجاوز الزمان والمكان، مما يضفي على النص بُعدًا فلسفيًا حول مفهوم الحب والغياب. الاستنتاج :
القصيدة تتميز بجمالية تعبيرية عالية، حيث يدمج الشاعر بين الصور الحسية والاستعارات البلاغية والتكرار المدروس. هذه العناصر مجتمعة تعزز من تأثير القصيدة العاطفي وتبرز عمق مشاعر الشاعر بطريقة مبدعة وجذابة.