23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

فراشة في رحلة العقيدة

فراشة في رحلة العقيدة

راحت تصفف ما تحتاجه من اغراض لرحلتها الكربلائية في حقيبة صغيرة تُحمل على الظهر، وكأنها تصفف شعرها في ليلة ميلادها، وكانت تفكر مع نفسها كيف سألتقيه لاعطيه هديته.! حاولت ان تلف هذه الهدية مع حاجاتها الا انها كانت كبيرة المعنى لدرجة ان الحقيبة لا تستوعبها، فقررت في لحظة ان تحملها على صدرها المملوء عشقا وحيرة..! قرأت دعاء “الفرج” وتوجهت باولى خطواتها وكأنها فراشة تسابق الريح تحت طلاسم الحفظ ودعاء السلامة.

في كل خطوة تذكر الحسين ع وتقرأ صور الشهداء وهم يتناثرون كأنهم الورد على واجهات “المواكب” الحسينية، ويطرزون بجمالهم كل شوارع المدن التي تجاوزتها هذه الزائرة باقدامها يقينا بالحسين ع.. كانوا اشد نورا من اضواء جميع السيارات المزدحمة واضواء الشوارع، نعم لانهم شهداء العقيدة..!

عاودت التفكير مع نفسها كيف سأصل اليه لاعطيه ما احمله له. قلقة جدا حد الارتباك حتى رأت ما يدل على قرب وصولها اليه، امسكت قلبها الصغير بيدها محاولة منها لتخفيف الارتباك، وصلت اليه سلمت بما يليق بها من كرامة.. خلعت تلك الهدية من على صدرها ودفعتها اليه بيديها الناعمتان المرتجفتان، اخذها منها واذا بها صورة صغيرة لشهيد العقيدة الحاج ” ابومهدي المهندس” فرح كثيرا بها وفرح اكثر لوفاءها حاول ان يخبرها شيء، لكنه انشغل بالمهندس” عنها.. ذهبت بعيدا عنه حاول ان يلمحها بنظرة اخيرة قد لا تتكرر مرة اخرى، الا انها غابت بين الاف الوافدين لضريح الحسين ع.

اثقلتها تلك الامانة وهي تودعها بعد ان حملتها على صدرها من اقصى بيتها الى مدينة كربلاء، اودعتها بين يديه وذهبت تتمتم مع نفسها ( لقد اعطيته اغلى ما املك) ..!