17 نوفمبر، 2024 2:48 م
Search
Close this search box.

فخامة النائب لن تخدعني مرة أخرى

فخامة النائب لن تخدعني مرة أخرى

كلما اقترب موعد الانتخابات، نراكم تتسابقون في الطرقات، وتضاعفون الزيارات، وتقحمونا بالدعوات، تبدأونا بالسلام، وتسمعونا أعذب الكلام. تداعبون احلامنا، وتحملون همومنا، وتعزفون على انغامنا. كأنما أنتم اخوة لنا لم تلدكم امنا، تطرقون الينا بالسمع وتغلبونا بالدمع.

تأتونا تحملون معكم الهدايا والمساعدات، من قطع اللحم او المدافئ او البطانيات، او شراء بطاقة الانتخابات ببعض الدولارات. شيء فشيء حتى إذا مرت الأيام وجرت الانتخابات وفزتم واصبحتم من أصحاب الفخامة، فهيهات هيهات ان نراكم مرة أخرى، وسيارتكم التي غطاها تراب شوارعنا المهلهلة والمحفرة، لن تمر هي الأخرى، مرة أخرى في تلك الحفر. ووعودكم لنا بالوظائف او الإصلاح تذهب كهشيم تذروه الرياح.

فخامة النائب: تعلمنا من الجولات الانتخابية السابقة، انكم بعد كل جولة، تغيرون ارقام هواتفهم، وتضللون زجاج مركباتهم، كي لا ترونا ولا نراكم، وستمر أربع سنوات ‘ثقال علينا ، نتجرع فيها سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء، وشحة الماء، وارتفاع الأسعار، وطول الليل والنهار. لكنها تمر عليكم سريعة، تمر الأيام وأنتم تنعمون بالملايين من الرواتب والملايين من عملات العقود الحكومية المنهوبة، التي تستولون عليهم جورا وظلما. حتى إذا كان لنا تخصيص لمشروع ما في الموازنة، سرقتموه او نهبتموه. سيكون منكم الوزير ومنكم الأمير ستوظفون ابناؤكم وزوجاتكم في السفارات والقنصليات، واولادكم يقودون أفخم السيارات بملايين الدولارات في اوربا، ويبقى ابناؤنا من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس يذرعون الشوارع ويتسكعون في المقاهي والطرقات. حتى من يجلس منهم على مسطرة العمال بحثا عن لقمة لسد رمقه، يقدم اضحية للدو أعش في تفجير انتحاري.

فخامة النائب: 18 عام مضت، أربع دورات انتخابية، تأتون وترحلون، ونحن صابرون، ماذا حققتم للبلاد وللعباد، بفضلكم أصبح العراق في مقدمة دول الفساد، وأنتم اصبحتم من أصحاب الفلل الفارهة، والجنان الوارفة، أين مشاريع الإسكان للفقراء والمعدمين. ماذا حل بمشروع الفاو، ماذا حل بالغاطس العميق، والربط السككي بين الفاو واوربا. والعقود مع شركة سيمنز، وغيرها الكثير. سرقتم المال العام وعملتم تنمية لرؤوس اموالكم وممتلكاتكم وقصوركم، فلا تضحكوا على اذقاننا من جديد، لقد سئمنا لعبتكم، وزيف شعاراتكم ‘لقد كشفت اللعبة، فخذوا اللحم والبطانيات والكارتات والدولارات، واعيدوا لنا العراق واتركوا الشعب يعيش، واتركوا امر العباد لرب العباد ” لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا “.

 

أحدث المقالات