28 نوفمبر، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

فخامة الفساد

كم قضية فساد كشفت , وكم صرخ كاشفيها , وكم تعالت  صرخات  القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني  والقنوات الفضائية , وكم وثيقة قدمت للرأي العام  حيث كانت وثائق مدموغة بالحق ولاتقبل الشك , شخصيات كبار متورطة واسماء رنانة , ولكن لاشيء يحدث

صمت مطبق , وكأن لصرخة الحق اجل محدود , أو ان مهمة النزاهة هي فقط الكشف عن الفساد  وتخلي ذمتها , وبعدها تتوقف  حملات  البحث عن الحقيقة لتبدء رحلة اخرى في المجهول , حتى اصبح الكشف عن الفساد لاقيمة له , فهو فعل لايقابله ردة فعل

ترى هل هو مجرد التنفيس عن غضب الناس حتى لاتنفجر وتخرج الى الشارع , ترى هل الجميع مشترك بعملية الفساد ولايستثنى منهم احد؟ هل الفساد كتلة سياسية اخرى تضم كل الفاسدين وهي من تتحكم بالامور, وهل يطلق  عليه فخامة الفساد وهو محترم من قبل الجميع  وله سطوة عليهم بحيث لايستطيع احد القصاص منه, ترى هل هي المؤسسة الاكبر في هذا النظام  بحيث تلتهم غالبية ميزانية العراق فلا يترك شيء للاعمار والبناء

هل بامكانكم ان تعطوني قضية فساد واحدة تم الحكم فيها , نحن لانتحدث عن السراق الصغار بل نتحدث عن السراق الكبار , قضية واحدة فقط , لاشيء ابدا , بل أن فخامة الفساد ماضي نحو الامام فهو يلتهم كل شيء وشهيته مفتوحة لكل المشاريع العسكرية والمدنية ولايعاني من عسر بالهضم وهو يزاد بدانة وفقراء بلدي يزدادون نحولاً

والغريب في الامر انه صار كل فترة يطالب بتقديم اضحية له , اضحيته , صراع طائفي يقتل فيه الفقراء او صراع قومي  يقتل العراقيون بعضهم البعض  حتى يستمر فخامته بالبقاء ويشغل الناس عنه , ولو تساءلنا من هم الحراس الشخصيين  لفخامتة , نقول انهم الطائفيون والمرتشين والمنافقين والمزورين لشهاداتهم وسياسي الصدفة وتجار الحروب والمهربين ومغتصبين الاطفال وحاملي كاتم الصوت , انهم السور المنيع لفخامته

لافائدة من الحديث مع فخامة الفساد لانه لايعرف سوى لغة الفساد فهو فوق الميول والاتجاهات

أحدث المقالات