22 نوفمبر، 2024 11:11 ص
Search
Close this search box.

فخامة السيد رئيس الجمهورية شكرا لزيارتكم السياحية لمدينة الموصل

فخامة السيد رئيس الجمهورية شكرا لزيارتكم السياحية لمدينة الموصل

انما يجلب النظر اليوم في المشهد السياسي المعقد هو تلك الزيارات التي يقوم بها احد الرؤساء الثلاث الى احدى المحافظات العراقية لغرض دعم مشاريع تلك المحافظة والنهوض بواقعها الخدمي المتردي في عموم العراق… ولكننا اليوم نلاحظ ان البروتوكولات السياسية قد تغيرت في بعض مواقعها فتجد ان بعض الزيارات تعتبر اقرب للزيارة الشخصية من الزيارة الرسمية ولولا الاعلام الذي اصبح في كل زاوية من بيوتنا لربما لا نسمع عن هذه الزيارات اي شيء لأننا جميعنا يعرف وقد تعودنا عليها منذ نعومة اظافرنا ان كل زيارة لمسؤول كبير لابد ان تقابله بجماهير تهتف وتصفق له واخرى من خلف الستار توفر له الحماية الأمنية الكاملة لغرض الحفاظ على حياته مهما كانت شخصيته الخاصة….

اليوم سمعت من وسائل الاعلام زيارة فخامة السيد رئيس الجمهورية الى محافظة نينوى والى مدينة الموصل بالتحديد لان فخامه السيد الرئيس ربما لا يعنيه اصلاً الحدود الإدارية لهذه المحافظة….

تم استقباله كما تقول وسائل الاعلام من السيد محافظ نينوى وهو اعلى سلطة إدارية في هذه المحافظة وقد شاهدنا برامج الزيارة تفصيليا عن طريق وسائل الاعلام حيث قام بزيارة دار العدل وبعدها توجه الى تفقد الاحوال بدور رعاية المسنين ودور رعاية الايتام وبعدها قيامه بجولة سريعة اسوة بغيره الى المدينة القديمة التي اصبحت معروفه على مستوى العالم خاصة بعد ان زارتها قبل اكثر من سنه الممثلة العالمية انجيلا جولي واصبحت حديث كل الصحف العالمية في حينها كونها تعرضت الى حرب دمار شاملة وما زالت أنقاضها شاهد على العصر رغم نهاية الحرب ومرور عليها خمس سنوات تقريبا… ان زيارات المسؤولين للمدينة القديمة اصبحت تذكرنا بزيارات بعضنا البعض لمجالس العزاء بعد سنة او سنتين ويكون اهل المتوفي قد تناسوا ميتهم اصلاً..

ان الملفت للنظر من هذه الزيارات نرى قسم منها تشمل رسم سياسة احزاب فقط حيث يقوم المسؤول بزيارة مقرات الحزب التابع له وتكريم اعضاء حزبه بالتقاط صور تذكارية لهم يتفاخرون بها امام الاحزاب الاخرى المشاركة في العملية السياسية او تكون زيارته شخصية والقيام بالاطلاع على معالم المدينة والتي لم نرى منها اليوم الا ما يسمى بالمتحف الموصلي والذي لا نعرف عن تاريخه الجديد شيء موثق تاريخيا…

ومن ضمن بروتكول اي زيارة لابد ان تكون هناك فقرة ((الدسومة القوزية)) حيث يقوم قسم من الذين يسمون انفسهم بشيوخ العشائر لمقابلة المسؤول الضيف والجلوس معه على وليمة تقام على شرفه والجميع يتكلم عن اوضاع بلد وكانه يمثل خارطة العراق من شمالها لجنوبها وفي الحقيقة ان اغلبهم لا يمثلون حتى انفسهم لانهم متقلبي الاطوار ويتكلم هنا وهناك وفي كل مجلس تجد له وجهة نظر خاصة وحسب ما يريد المجلس….

ان ما يلفت النظر المصاريف الخاصة التي تترتب على هكذا زيارات فهل نحن بوضع يسمح لنا بصرف هذه المبالغ على زيارات ليس لها اي نتائج على واقع الارض بل مجرد هي صرفيات لا تتعلق بإنجاز وافتتاح اي مشاريع جديدة وكل ما نراه على ارض الواقع هو العكس حيث يتوجه كل مسؤولين المحافظة والذين قسم منهم يتابع مشاريع الاعمار فيترك عمله ويذهب الى لقاء هذا المسؤول والبقاء معه طيل فترة الزيارة..

ان الديمقراطية العراقية تثبت هشاشتها وذلك بمثل هذه الزيارات التي لا جدوى منها نهائيا ويبقى السؤال مطروحا ما هي الفائدة لأهالي محافظة نينوى من زيارتكم يا فخامة السيد الرئيس فان كانت شخصية فعلى الرحب والسعة وكل بيوت اهالي محافظة نينوى مستعدة لاستقبالكم وهذا ايضاً يعود لسببين الاول صفة الكرم لدى العراقيين والثاني بعدم وجود فندق يصلح لاستقبال اي مسؤول.. وان كانت الزيارة لأغراض الاعلام فيجب ان تكون اعلامية بحته والتقاط الصور فيها سوف يميزها عن غيرها وجميعنا يعرف مضمون هذه الزيارات…

اما ان نتكلم على مشاريع فكلنا يعرف ان المشاريع القائمة سوف يأتي يوما وينتهي العمل بها وسوف تدخل الخدمة ولا حاجه لقص الأشرطة لان قص الشريط سوف يكلف الملايين من خزينة الدولة والجميع يعرف ان الشريط الافتتاحي الذي يشتريه المواطن بألف دينار يكلف الدولة مئات الألاف وكأن خيوطه من ذهب….

كنا نتمنى ان تزور دوائر اكثر خدمية لتطلع بعينك على خدمة الموظف للمواطن وان تكون زيارتك بدون ارتال عسكرية وبدون مرافقة للمسؤولين المحليين حتى ترى كل شيء بأم عينك…

نشكرك في كل الاحوال على الزيارة ونشكر كل من رافقك بها وان شاء الله تكون راضي بزيارتك اما نحن فلا يعنيكم الشأن ان رضينا ام لا فنحن قد تعودنا على النقد لهذه العملية السياسية لأنها ولدت مشلولة… واخر ما اقوله وهذا عتب على اغلب المواطنين في محافظة نينوى عندما يتساءلون عن اسم رئيس الجمهورية ولا يعرفون من هو رئيس جمهوريتهم وقد تفاجأ الكثير منهم باسمه الذي لم يسمع به من قبل…

حفظكم الله ورعاكم لأنكم تمثلون اليوم رمز السيادة العراقية رغم ان جميعنا يعرف انها اصبحت مفقودة…….

أحدث المقالات