بستة عراقية معروفة , حضرت تعبيرا عن واقع معاش وأحوال إنكماش , وتأكيدا على “عيشة كدر وامذله”
بعض المجتمعات تحولت بلدانها إلى مطامير مظلمة نتنة ذات رطوبة عالية وفساد هواء مقرف , وتتطاير في أرجائها الحشرات وتنتشر فايروسات الضلال والدجل والبهتان المُطعم بدين.
وكأن رموزها بعوض الملاريا , أو الآفات الزراعية الفتاكة التي تصيب الزرع بضرر , أو كالجراد الذي يحيل الخضراء إلى يباب.
وصار الناس في أرجائها يرددون بستة ” فتّح ورد الباجلة”!!
فهل إستطاعت الجموع التي تتغنى بالبستة والخروج إلى فضاءات أرحب , وشم هواء أطيب؟
الأيام تتدحرج على أكتاف السنين , والمطامير تتزايد , والمحشورون فيها يتوافدون بموجب إرادات مسلحة , وقدرات مدعومة من أعداء الوطن والدين , والقائمون عليها يسبّحون بإسم شيطان رجيم.
ولسان حال المجتمع ينادي : ” عيشة كدر وامذلة” , ولا مَن يسمع , بل القول يعني الموت , والقتل المباح لأي صوت ينادي بحقوق الإنسان الطبيعية , فعلى الجميع الإندساس في المطامير , والرضوخ لسطوة الرصاص والقتل المشرعن , الملون بتخريجات فئوية غلوائية ذات نهج سقيم.
فالخارجون من مطامير الذل والإمتهان , إذا تفوّهوا بكلمة حق , ستتولاهم رشقات البنادق وتسفك دماءهم , ويكون المتهم مجهولا أو طرفا ثالثا , ولا علم للحكومة بالجاني , فهذه تفاعلات تحصل ما دام الناس قد خرجوا من المطامير , وتوهموا بأنهم أحرار ويستطيعون السير على أقدامهم في دروب الحياة وشوارعها المشمسة.
وخابت الظنون , وساد الجنون , والقتل فنون!!
فعن أي حياة وحرية وقيمة للإنسان يتحدث المتسلطون؟!!