18 ديسمبر، 2024 9:20 م

فتوى وخطابٌ وأنتصار..!

فتوى وخطابٌ وأنتصار..!

هناك في عام الفين وأربعة عشر، عندما صدّق العالم كُله إن “دولة” حديثة تأسست، كانَ حجر بنائِها القتل والأغتصاب، وكانَ عنوانها خلاعة بتجميلِ العينِ بالفاء، دويلة واهية أبعد من حدود الموصل، وأكبَر مِن مخططات الغرب، وأوسع من فتاوى الأسرائيليات!

كانَ كُل شيء فينا حالك السواد، حتى الحُلم! وحتى السيّد أوباما بدا خائفاً، وهو المُتهم بصناعة الحروب بالوكالة، أو صناعة ربيعهِ العربي، أو داعش، المتهم الذي ثبتت عليهِ تهمة عِشقهِ للوزير بايدن، والمتحفّز جداً لتقسيم الشرق الأوسط لدويلات صغيرة يسهل القضاء عليها..

ذاكَ العام؛ كانَ الأسوء فعلياً منذ تحطيم الصنم قبل أربعة عشر عاماً، بلحاظ أنّ كل ما مرّ قبلهُ هدد أركان الدولة ولم يَضربها، على عكس سقوط أربعِ محافظات، ومثلهنَّ فِرق عسكرية، وأضعافهنَّ أرواح، وأضعاف أضعافهنَّ ثقة!

هذا الغيّم الأسود تبدد بمخطوطة السيّد، لا حديث بعدَ عمق الفتوى، لا واقع بدون الجهاد الكفائي، صنّاع الأنتصارِ على الورقِ يختلفون، في الإعلامِ يختلفون، وحدهم جنود الفتوى منتصرون، والرصاصِ والقلمِ والروح، بعدَ الفتوى تغيّرت المعادلة، بعدها أنتصرنا بكلِّ شيء، وأنتصرّ كُلّ شيء فينا..

ثلاث سنوات؛ قوافلٌ مِن الشهداءِ وخرابٌ وتهجير! ضريبة الأنتصار يؤلم تحملها، مشاهدٌ ترتبط بثورة العشرين وأحتلال الأنكليز، وتعيدنا لمربعٍ بقيّ أبداً هو الأول، مربع [العسكرة، الأنقلابات، الحروب، والدكتاتورية]، وكأنّ أم العراق ولدته في ساحة معركة! أو كانَ أبوه سيّد صراعات العصر الجليدي المتأخر!

حربنا ضدّ داعش عندَ المنصف؛ أول حرب خاضها الشعب بقراره!

لا قادسية صدّام كانت خيارنا، ولا أم معاركه! ولا حواسم قتّال الشعب ولا حِصاره! نحنُ طويلاً بقينا مسلوبي الأرادة، ومداداً حُبسنا في قفص “تهكير” العزيمة، كنّا ضعفاء جدّا.. لماذا لا نعترِف؟!

فتوى السيّد وخِطاب السيّد!
الأنتصار سهل، الحفاظ عليه صعب، لا أنتصار بتوقع حربٍ قادمة، هناكَ حياةٌ لمن تنادي!

إن الفرصة تأريخية لقتل العسكرة في فراش مرضها، هذا الشعب أنتصرّ للمرة الإولى في حربٍ أختارَ هو التصدي لها، وحتى لا يأتي زمانٌ نُجبر مرّة أخرى للتصدي، علينا أن نختار بعناية، إمّا تسويةٍ وطنية تقتل التحديات، أو حروبٍ تشنق الفرص!