23 ديسمبر، 2024 3:29 م

فتوى الجهاد .. بين الهروب وثبات الموقف

فتوى الجهاد .. بين الهروب وثبات الموقف

جولة سريعة بين دوائر الجوازات وقاعات المغادره في مطارات بلدي تكتشف أن شيء عظيما سيحدث فيه للتزاحم والتدافع  الحاصل على هاذين الموقعين … مالسبب سألت نفسي ؟؟ لاكتشف بأنه سيتعرض لعاصفة تقتلع جباله وتميت اشجاره وتفيض أنهاره وتحدث شرخا في جدرانه عجبي ..؟. على وطن لم يؤثرعلى ساكنيه ملحه ومضغة ترابه وقوة انتمائه وعمق تاريخه وصفحات مجده وشخوص ابطاله وصنائع رجاله وفتاوي مرجعياته الشريفة والكريمة.. أن معدن الرجولة وقيم البطولة تبزغ في المحن وعند مفترق الطرق فعلاما هذا التزاحم والتدافع هل هو هروب ام خوف من المجهول وراحة بال أواكتساب معيشة أو خيار آخر لانعرفه ؟ حب الوطن من الايمان حديث شريف يلزمنا ان نكون فيه ساعة شدته وظروف محنه  وتكالب الاعداء عليه لاان نطلق أقدامنا للريح او نتسابق في الهروب منه عند اول زوبعة يتعرض لها أو أزمة تحدي يمر بها  أوعاصفة غبار تعصف به لتملاء رئتيه بدخان كثيف تترك جروح كثيرة تدمي جسده وتفتت لحمته وتقتطع أجزاء أرضه  لنهرب بعيدا عنه ولانثبت موقف البطولة له أمن الانصاف هذا ايها الشعب العظيم ؟؟؟ لانستغرب ذلك والتاريخ يحدثنا عن الكثير من المواقف سجلها البعض من المدعين بالانتماء له  جزافا أما جبنا أو هروبا منذ تأسيس الدولة العراقية ولهذه اللحظة فالعديد من سكانه من الموسورين قد وجدوا لهم موطىء قدم بعيدا عنه خوفا من المواجهة أما من تعسرت عليه دنياه أو تعلق بوطنه فابى مغادرته او ترك ترابه أوأن يبتعد عن مولده وفي ظرفنا الحالي فالامر مختلف عما هو عليه في الماضي لوجود واجبا دينيا ووطنيا يحتم البقاء فيه والدفاع عنه والموت في سبيله للخلاص من قوى الشر والظلام التي لم تستثن أحد بافعالها وجرائمها, ان الواقع  يبعث على السخرية والاستهزاء من هؤلاء الذين هربوا منه في ساعة مخاضه يداوي جرحه ويلم شتاته ويدفن موتاه باذرع مكسورة واجنحة مبتورة ألا تبا لهم, أن الواجب الوطني والانتماء الحقيقي يحتم علينا البقاء فيه مهما كان الثمن وغلت التضحيات لانها أزمة ستعبر كغيرها بسرعة بعد ان تطوي بين طياتها خونة الامة وتجار الحروب وبائعي الضميرومفسديها لاءن ملحه لم يؤثر في مذاق لسانهم وتربة وطنه وعنوان وجوده ورمز قوته ومعدن تربيته وعمق أنتماءه لم تترك أثارها فيهم , أن الاءمر الالهي للخالق جلّ وعلا جاء في محكم كتابه العزيز مخاطبا أمته للتهيأ لقتال العدو ودفن اهدافه وعدم تمكينه من تحقيق مشروعه((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)) هكذا هم المؤمنون الذين بايعوا الله على الاخلاص في العمل والالتزام بتوجيهات المرجعية الرشيده بالفتوى الجهادية الكفائية للذود عن حياض الوطن ومقدساته وشعبه العريق .فقد تهيأوا واعدوا العدة لحرب لاهوادة فيها الا بالنصر أو الموت دفاعا عنه , لقد سطر ابطاله في القوات المسلحة وفأات الشعب المختلفه طيلة الايام الماضية اروع صور البطولة والقتال في ساحات الوغى بدأ من جرف الصخر وتطهير طرق المواصلات وصولا لسامراء ومدن صلاح الدين ومصفى بيجي وتلعفر ومدن العراق كافة .نعرف ان للبطولات ثمن وللشجاعة موقف واللالتزام تضحية وهذا ماتجسده قواتنا المسلحة وشعبنا ألابي يوميا لتطهير ارضه من دنس المجرمين وانقاذ ه من شرهم وعبث فسادهم ودناءة فعلهم وخسة عملهم , وسؤالنا لمن حزم امتعته ولملم حاجياته وأخذ ماغلى ثمنه وخف وزنه بعيدا غير ماسوف عليه ماذا يقول لعائلته وقبيلته ومعيته واصدقائه وكل معارفه وهو يغادر ارض الوطن لنزهة رخيصة في بلدان العالم هاربا أو متخوفا من فعلهم الا تبا وسحقا لمن يدعي الوطنية او الحرص على البلد ولم يتحمل وزر الدفاع والصمود والذود عن حياضه والثبات في موقفه ولسان حالي يردد الاهزوجه الشعبية (( ياموت اخذالعزة روحه )) لن نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل بكم  ايها الهاربون , ليس عيبا ان نسافر او نتمتع بالحرية المتوفرة لنا ولكن بظروف افضل لما يمر به البلد من ساعة العسره وألم الجرح ونزيف الدم.