23 ديسمبر، 2024 2:09 م

فتوى التكفير….والعدو الوهمي‎

فتوى التكفير….والعدو الوهمي‎

بني اﻹسلام على ثوابت ﻻتتغيير مهما إستجدت من امور في واقع اﻷمة اﻹسلامية،وبعض هذه الثوابت الهداية من الضلال الى النور،والرحمة والعفو عند المقدرة والمودة والتعايش السلمي، وان يحب المسلم ﻷخيه المسلم مايحب لنفسه ويكره له مايكره لها وغيرها من الثوابت والقيم واﻷخلاق العليا،فليس في اﻹسلام انتقام وتشفي وﻻذبح على الهوية وﻻطائفية سوداء(نعم وجود الطوائف والمذاهب المتعايشة سلميا امر صحي وطبيعي ﻻريب فيه).
ان المذاهب اﻹسلامية اﻷربعة(المالكي والشافعي والحنفي والحنبلي) ظهرت في اواخر القرن اﻷول الهجري وبداية القرن الثاني، وائمتها هم تلاميذ اﻹمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام،ولكنهم اختلفوافي فهم النصوص الشرعية من القرآن والسنة،وفسروها حسب اجتهاداتهم وهم مسؤولون امام الله تعالى عن ذلك،وﻻنرى ضيرا في وجود المذاهب اﻷربعة التي يتعايش المعتقدون بها سلميا مع المذهب الشيعي اﻹمامي اﻹثنا عشري،مع ملاحظة الفارق بيننا وبين هذه المذاهب الكريمة من حيث القيادة والسياسة،فنحن نعتقد بالنص اﻹلهي على خلفاء الرسول اﻷعظم صلى الله عليه وآله، ونعتقد ان العلماء الجامعون للشرائط هم ورثة الرسول اﻷعظم صلى الله عليه وآله كما في النص الصحيح(علماء امتي افضل من انبياء بني اسرائيل….والعلماء ورثة اﻷنبياء)، وكذا ﻻنؤمن بمقولة من تولى اﻷمر بالغلبة والقهر والقوة فهو ولي امر المسلمين وتجب طاعته،فهذا مفهوم اموي غريب عن شريعة اﻹسلام،وكذلك ﻻنؤمن بمفهوم عدم جواز الثورة على الحاكم الفاسد، هذا ايضا مفهوما وضعه وعاظ السلاطين لتسويغ ظلم خلفاء وائمة الجور،فهذا عمر بن الخطاب يخاطب المسلمين في المدينة قائلا:(ان حملتكم على غير دين الله فقوموني بالسيف!)
لكن السؤال متى ظهرت فتاوى التكفير والذبح على الهوية،ظهرت هذه القضايا في العهد اﻷموي وباﻷخص المفتري احمد بن تيمية الذي رمى كل المسلمين بالشرك والكفر والضلال، وبسبب انحرافه وضلاله إعتقل ومات في سجنه بمدينة حلب السورية،وفي عصرنا الحاضر ظهر محمد بن عبد الوهاب الذي جدد هرطقات ابن تيمية وزاد عليها ضلالة فالبدعة الوهابية اليوم في مملكة آل سعود هي المسؤولة عن كل دم يسفك في شتى بقاع العالم،فعلماء الوهابية الذين يمثلون سامري موسى عليه السلام في اﻷمة اﻹسلامية،هؤلاء كانوا وﻻزالوا يمثلون حصنا حصينا لحماية الكيان الصهبوني الغاصب للقدس الشريف ويرون عدم جواز قتل الصهاينة ﻷنهم اهل كتاب!اما بقية المسلمين من المذاهب اﻷخرى فذبحهم وقتلهم وحرقهم زاغتصاب نسائهم جهاد واقامة لﻹسلام ؟!
بالله عليكم هل قرأتم فتوى واحدة لعلماء الشيعة تجيز قتل من تشهد الشهادتين؟! بل اكثر من ذلك ألم يصدر مرجع العراق اﻷعلى فتوى الجهاد دفاعا عن سنة العراق الكرام!
ايها المسلمون الغيارى حكموا عقولكم قبل اﻹندفاع الطائفي العاطغي المقيت،وانظروا الى اي مستنقطع اوصلت فتاوى التكفير الوهابية اﻷمة اﻹسلامية.