23 ديسمبر، 2024 2:52 م

فتنة الأعظمية…والأبواق الطائفية

فتنة الأعظمية…والأبواق الطائفية

ترددت كثيرا في الكتابة عن هذا أحداث الأعظمية الأخيرة وذلك كوني أتحاشى الخوض في مواضيع ترتبط بالبعد الطائفي أو توؤل اليه ولأني معروف بتوجهاتي المعادية لكل الافكار والسياسات المتخلفة الضالة والتي لاتخدم وحدتنا الوطنية والمصالحة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد ولا تصب في مجرى المباديء السامية لوحدة الوطن المجروح ألذي اصابه ما أصاب من جراء أتباع كل هذه الأفكار والفلسفات الغريبة والموضوعة التي جاء بها المحتل لتخدم مصالحه القريبة والبعيدة ….وأرفض بشدة كل الدعوات الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية وما الى ذلك …وكل التبريرات والقناعات و بكل مستوياتها وتوجهاتها …..

وحمدت الله كثيرا بعد أخماد فتنة الأعظمية الأخيرة التي كان مرسوما لها أن تكون حربا شعواء تحرق الأخضرواليابس ومخططا لها في الزمان والمكان المناسبين والأساليب المعدة لها كي تكون شرارة لتفجر الحرب الأهلية والأقتتال بين المكونات …والحمد لله… ثم الحمد لله حق حمده …خاب ظن هؤلاء المتربصين والمغامرين والمتاجرين بدم الوحدة الوطنية العراقية وأسقطت حساباتهم الدنيئة وكشفت وجوههم القبيحة التي لا تلائمها الأيادي المتحابة في الله والوطن والمتصافحة والمتصالحة من اجل الحياة الحرة الكريمة والسلام والامان …..

وهي أرادة الله عز وجل ووقفة الخيرين الأصلاء من أبناء هذا الشعب بكل أطيافه والعقلاء الذين يعملون بجد ومسؤولية ولا أتردد حين أقول على رأسهم السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي أبن الكرادة الأصيلة أو أبن بغداد الحبيبة وهو حقا ابو العراقيين بحرصه وتصرفه فلم يتحدث ولم يصرح ولم يكلف بل ذهب بنفسه الى موقع الحدث وفعل مايمكن فعله في مثل هذه الحوادث الحساسة وفرض سيطرته العسكرية والمهنية ومسؤوليته كونه القائد العام للقوات المسلحة بحق ولم يترك الامر عند الوزراء او أصحاب الشأن الامني وأنتهت على يديه المباركتين الفتنة لتتحول الى صلاة موحدة طارت خلالها في سماء بغداد طيور المحبة لتصلي صلاة الاخوة ولتطرد غربان الشر القادم من وراء الحدود ….

وكذلك وقفة الشرفاء واعيان واصحاب القرار من أهالي الأعظمية وأبناءها الذين أصابهم هذا القرح لأكثر من مرة وهم يواجهون هذا العنف الضال والذي لايقل شأنا عن الأرهاب اليومي الذي يصيب الأبرياء في الشوارع والساحات العامة وهؤلاء السذج من المراهقين والأنتهازيين والمدفوعين بثمن الذين أساءوا لهذه المناسبة الشريفة وألى شخصها كاظم الغيض الذي لايرضى بباطل ولا يقبل بظلم …

وخابت حقا ظنون المصطادين بالماء العكر والسياسيين المنتفعين من الأقتتال الطائفي وكل الأدعياء ولم يبق الا أصوات أبواق الضلالة التي تتقاذفها فضائيات الشؤوم الطائفي والكبت الأرعن والصحف المشبوهة التي تتحدث بلسان دول الجوار تحاول أن تشوه الصورة وتخلط الأوراق لتبرر فعلة هؤلاء القتلة الذين جربوا حظهم في العام الماضي وبنفس المناسبة عندما هتفوا بهتافات طائفية وصرحوا بالأساءة الى احدى زوجات الرسول وخيرة صحبه وكان لحكمة السيد مقتدى الصدر وعراقيته الصادقة وسرعة بديهيته ورؤيته البعيدة المدى وبخطبته العظيمة العصماء أجهضت مؤأمرة الأمس وهروب الفاعلين الى الجحور التي أرسلتهم أو التي جاءوا منها ….وقلنا الحمد لله حينها …ونقولها اليوم الحمد لله الف مرة فقد ألطف بشعبنا وعراقنا الحبيب…

وأعود الى هذا الرهط من الذين يدعون أنتسابهم لمهنة الصحافة والأعلام الحرتلك المهنة الشريفة العظيمة المهمة والمؤثرة ..وهم حقا طارئون عليها او من الذين تسمح لهم بعض المواقع ليجسدوا ضمير مبادئهم في الكتابة فيعبروا أو يكتبون اشياء لا تستند على حقيقة أو واقع يرددون بعض الشائعات أو رغبات تعكس حقدهم الطائفي المقيت وأذكرهم بشرف ومسؤلية الكلمة وصدقها ….لا تنسوا ان ماتكتبونه اليوم ستحاسبون عليه غدا فأتقوا الله فأنكم رسل الحقيقة وعنوانها والتحقيقات مازالت والذي يدافع عن الظالم فهو أكثر منه ظلما ….فأتقوا الله في هذا الوطن الجريح ….

بسم ألله الرحمن الرحيم ……((يا أيها الذين أمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم به نادمين …)) ……صدق الله العظيم …..