18 نوفمبر، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

فتنة اقليمية في كردستان!!

فتنة اقليمية في كردستان!!

لا يستبعد المطلعون على خفايا صراع النفوذ في المنطقة وجود علاقة مباشرة بين الأزمة ” المفتعلة” في اقليم كردستان و انزعاج ايراني ” محتقن” من فتح رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني صفحة علاقات متوازنة مع الدول العربية، حيث تنتشرالاستثمارات و القنصليات العربية بشكل غير مسبوق، اضافة الى حالة من تنسيق المواقف المشتركة في الحرب على داعش، ما دفع طهران، حسب رأي المطلعين، الى تحريك مياه راكدة بدأت ملامحها بمباركة قيادات كردية في السليمانية للتحالف الرباعي قبل موافقة الحكومة العراقية أصلا.

و يؤكد المطلعون أن الأزمة ليست شأنا داخليا لأن ” حكومة القاعدة العريضة” تستند الى مشاركة كل الأحزاب في الحكومة الحالية و بالتالي عدم وجود اقصاء أو تهميش، اضافة الى أجواء توافق في قيادة المعركة ضد داعش، ما يكشف عن أوراق اقليمية ساخنة لارباك المشهد الكردي و منع خصوصية الاستقرار والشراكة في الاقليم.

ويقول المطلعون ان شحن الشارع المحلي تم على مراحل متباعدة بضغط قوة اقليمية” منزعجة ” من تنسيق كردستان مع التحالف الدولي، و ” متخوفة ” من اقامة قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من حدودها مع كردستان، في اشارة مباشرة الى ايران، التي تدخلت بقوة في حوار السليمانية لتحديد آلية التمديد لولاية البارزاني بوضع خطوط حمراء على ذلك ما أسس لانقسام في وجهات نظر الشارع الكردي قادت الى الأزمة الحالية المعقدة براسها الاقليمي.

وضمن القراءات المتعقلة للوضع في كردستان فان القوى ” المتعاطفة” مع ايران رجحت كفة الاحتجاجات و انتقاد البارزاني، بينما وقفت جماعات أخرى الى جانب الحوار لمنع الطوفان الذي لا يخدم الجميع، فيما ينظر مراقبون الى الأزمة من زاوية ثالثة تتمثل بقلق ايراني من العيار الثقيل الى توتر الشارع الكردي الايراني و ما نجم عنه من مواجهات أمنية غير مسبوقة، واتهام المشروع القومي الكردي بتحريك ذلك، مقابل عدم الاتفاق في البيت الكردي ” العاقل” على نفوذ حزب العمال التركي في الاقليم و زعزعته للاستقرار من خلال تجاذبات أمنية مع تركيا، فيما يبقى العامل الاقتصادي و صراع النفوذ التقليدي أحد شراراة اللهب تحت رماد الأمر الواقع.

و لايمكن ايضا فصل ما يجري عن التدخل الروسي المباشر في سوريا باستهداف كل الحركات المناوئة للنظام بضمنها الجماعات الكردية التي حظيت بدعم مباشر من البارزاني ، ما يكشف عن خطورة مراهنة بعض السياسيين الأكراد على عودة

الاحتراب السياسي باسلحة إقليمية تقتل استقرار كردستان و تعود بالأمور الى أكثر من نصف قرن يوم كانت الكثير من التناحرات الاقليمية تصفى على أرض كردستان، هي رسالة لكل فريق يُقدم مصلحة الأكراد على غيرها مهما كانت المغريات و التحالفات.

[email protected]

أحدث المقالات