23 ديسمبر، 2024 7:15 م

فتاوى التحريض والتظاهرات المفتعلة

فتاوى التحريض والتظاهرات المفتعلة

في العراق تعوم كل ألاشياء بسبب النخاسة وحب الرئاسة ؟
ومن أسوأ أشكال النخاسة ” الطائفية ” ومن أسوأ أنواع الرئاسة أظهار الحماسة بدون كياسة؟
وبسبب ذلك التعويم أستعملت الفتوى في غير محلها , وأستقت من غير مصدرها , وحسنا فعل من قال لمن يحرضوا بأفتعال واضح : لاتسيروا الى بغداد , لآن مجلبة المفاسد ستكون أكثر من المنافع ؟
ولكن صاحب هذا الكلام : لم يحسن القول ولم يتبع القاعدة القرأنية التي تقول ” وقولوا للناس حسنا ” وذلك عندما أستغرق في خطبته كلاما تحريضيا لاينسجم مع كلام ألافتاء ومفاهيمه مثلما لاينسجم مع حاجة العراقيين الى أجواء التهدئة وأشاعة روح ألاخوة والمحبة وحسن الظن .
لقد أمتلآ تاريخ العراق بالظلم وألاضطهاد والفساد والمجون وتأسيس للكراهية والتسيب وهدر المال العام وأستفحال حكم العائلة وأن كانت من أوطأ المراتب ألاجتماعية , حتى قال أحدهم لمراتب التصنيع العسكري : نحن خمسون عائلة من تكريت نحكمكم شئتم أم أبيتم ؟ ثم كانت ألاعدامات بالجملة , والمحاكمات الصورية بالجملة , ثم حصار المدن وقصفها وأستباحتها ومدن ” كربلاء والنجف والحلة والديوانية ” مثالا , ولم نسمع صاحب فتوى أدلى بدلوه , ولا صاحب سماحة أو فضيلة أنتصر لسماحته وفضيلته ورفض مايجري في العراق من عام 1968 -2003 ” بل كلهم كانوا يرددون بمديح غير الممدوح وتبجيل غير المبجل وتقديس غير المقدس وتعظيم غير المعظم , بأستثناء الشيخ المرحوم عبد العزيز البدري الذي قدم نفسه قربانا على مذبح الحرية والشهادة فكان شريكا ورفيقا لفيلسوف القرن العشرين الذي أصبح أبا لنظرية المعرفة البشرية من خلال نظرية التوالد الذاتي التي أزاحت عن الريادة نظرية التوالد الموضوعي لآرسطو ذلك الشهيد محمد باقر الصدر .
فأين كان هؤلاء الذين ينطون اليوم على منابر الخطابة كما تنط القردة , ويتزاحمون حول عدسات الكاميرات كما تتزاحم ألابل على الماء ؟
أين كان هؤلاء عن أعراض النساء العراقيات يوم قتلت الشهيدة ” أمنة حيدر الصدر ” بنت الهدى , ويوم كانت تعلق النساء من أرجلهن ومن شعورهن وبعضهن تتساقط أجنتهن من أرحامهن لتتدلى من الحبل السري فلا يرحمها سجان في تلك السجون الرهيبة التي قال عنها الشاعر :-
أبتاه ماذا قد يخط بياني ….. والحبل والسجان ينتظراني ؟
أين كان هؤلاء الذين ملئوا الفضاء صراخا والفضائيات زعيقا مستغلين حرية لم يحلموا بها وحكومة من ضعفها جعلت منهم أبطالا وهم ليسوا كذلك ؟
أين كان هؤلاء عن جرائم تلك المرحلة التي لم تترك رحمة لآحد من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام حتى قال الشيخ أحمد الكبيسي بعد سقوط الصنم صدام :” شكرا لآخواننا الشيعة على حكمتهم وتعقلهم ” لآن البعض كانوا يظنون أن الشيعة سوف ينتقموا من السنة بعد سقوط سلطة المجرم صدام حسين , ولم يعرفوا أن الشيعة لايكنون لآخوانهم السنة ألا الود والمحبة لآنهم ليسوا طائفيين وهذا ماعرفه كل أهل السنة لولا فتنة الوهابية التكفيرية التي أثرت على البعض فجرفته الى أهوائها وغرائزها المنطوية على الشر وألانتقام الذي أصبحت أمثلته كثيرة واضحة للعيان من العراق الى سورية ومن أفغانستان الى تونس حيث كسروا تمثال بوذا واليوم حطموا رأس تمثال الشاعر أبي العلاء المعري ومثلما قتلوا ” مسعودي ” في أفغانستان فهم اليوم قتلوا ” بلعيد ” في تونس .
أين كان هؤلاء عندما كان العراق يزج في حروب عبثية ؟
وأين كان هؤلاء المفتون عندما كان صدام حسين يعتدي على شرف من يريد من النساء ويأخذ البعض منهن عنوة من أزواجهن ؟ هل كانت فتاواهم في برادات صدام حسين ومكرماته ؟ التي جعلت أحد الشعراء يوجز صورة ذلك الرجل الظلامي على الشكل ألاتي:-
ما أريدك ما أريدك …… يلي ماعندك مهابة ؟
وما أريدك ماأريدك … يلي خليت البلد مثل الخرابة
وما أريدك لو ملك هارون صايرلك نصابة …..؟
وما أريدك لو حلفت بحيدرة وكل الصحابة ؟
هكذا كان أحرار العراق يقولون عن صدام حسين ؟ فأين كان هؤلاء ؟ وأين هي مواقفهم أذا كانوا يغارون على نساء العراق وعلى رجال العراق ؟
فليسكتوا ,  وليخرسوا , فأن لكل واحد منهم صحيفة أعمال لاتغادر صغيرة ولا كبيرة ستواجههم يوم لاينفع مال ولابنون ألا من أتى الله بقلب سليم , وسوف لايكون ذلك الكتاب من أخبار المخبر السري الذي تستعين به كل أنظمة الحكم في العالم ولذلك أصبح أغلبها فاسادا لفساد مخبريهم والحكم في العراق عندما يعتمد على المخبر السري دون تمحيص فنحن كلنا ضده , ولكن لاعلى طريقة التهويل المفتعلة في تظاهرات ألانبار ونينوى وصلاح الدين التي دخل فيها من يفسد ويسفك الدماء , وقد حذرنا من ذلك مرارا حتى أصبح الشرفاء الوطنيون من أهلنا في تلك المناطق ينظرون بريبة الى مايجري في التظاهر بعد أن تجاوز ألاعتدال ومال الى ألافتعال ومصادره معروفة ومراكزه بالغدر موصوفة فتركيا أوردغان من صفر مشاكل الى حزمة مشاكل مع كل جيرانها , وقطر ألامارة المجهرية تكاد تقترب من ألانفجار من جراء ألانتفاخ الذي لايناسب حجمها , فهذه أمريكا بدأت تسحب نفسها من دعم صار ألارهاب هو المستفيد منه , وهذه السعودية بدأت تعيد حساباتها بعدما عرفت مايجري من قبل جبهة النصرة من حرق للجثث وتدمير للبنية التحتية مما يعكر على السعودية سمعتها , وهذه تركيا لم تعد قادرة على حماية أعضاء المجلس الوطني داخل أراضيها عندما أستهدفتهم جبهة النصرة بسيارة مفخخة ؟
لقد مل العراقيون كثرة الفتاوى التي تجري وراء أحداث مفتعلة كما ملوا الناطقين بأسماء ألاحزاب والكتل وكأنهم كباعة الخردة في سوق الهرج ؟
ونحن لانريد للفتوى أن تكون كالخردة , فالفتوى ولدت أسلامية ونريدها أن تبقى على نقاوتها وأصالتها , ولايتم ذلك ألا عندما تكون متصلة بنبع السماء , ونبع السماء لايعرفه ألا أهل ألاصطفاء وأولئك ذرية بعضها من بعض وهم أمناء التبليغ للناس , وغيرهم تتجاذبه ألاهواء فتهوي به الريح في واد سحيق وهذا مايحدث للذين يفتون للتظاهرات المفتعلة ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]