في منطقتنا يتم الخلط كثيراً بين ” الوطنية ” والعنصرية ، الوطنية هي ان تحب قومك ووطنك وتعتز به وبقوميتك وليس ان تكره القوميات والاعراق الاخرى، مع الاسف دائماً استخدم الحكام الخطاب العنصري ضد القوميات الاخرى للبقاء على انظمتهم الشمولية مستغلين عامة الشعب قليلي التعليم والثقافة كوقود لخطابات عنصرية قومية وبتغذية مستمرة لكره الاخرين لأسباب غير منطقية فقط لتبرير بقائهم واستمرارهم لأنهم بهذه الشماعة ” الاخر المتوحش الخطر الذي جاء ليقتلنا ويأخذ ارضنا لأن جده قتل جدي لأسباب ليست لها علاقة لا به ولا بي ولا حتى بجده وجدي ” لذلك انسو ما نفعله نحن بكم وبارضكم وانشغلو بعدائكم للاخر، نعم الطبقات البسيطة قليلة التعليم ممكن ان تستخدم وتشكل ارضية خصبة لنمو هكذا مرض لأنهم لا يستوعبو ولا يمكن ان يفكرو في يوم الايام ان من يحثهم على كره الاخرين هو نفسه في الخفاء وفي العلن شريك وصديق لهذا ” العدو الخفي ” من القومية الاخرى فترى الناس البسطاء من القوميات المختلفة يتفننو في تنفيذ والمعناة من العنصرية بينما الاكابر من القوميات المتنازعة من الاسفل متفاهمة ومتناغمة من الاعلى .
ما يؤسفني هنا ليس هؤلاء البسطاء بل بعض من من يعتبر نفسه من المثقفين التقدميين الذين ترى بعض تعليقاتهم وكتابتهم مليئة بالسموم العنصرية والتشجيع على كره الاخر وكأنه انسان امي لا يفقه شيئاً، المتعلم المثقف التقدمي العنصري هو ما يمكن ان يرثى لحاله فالذي درس وتعلم لغة ولم يستطع ان يتخطى حواجز العنصرية والتمييز فكأنه لا يفقه شيء وكأنه لم يتعلم اي شيء هو ببساطة انسان غير مثقف .
القليل من الثقافة والدراسة القليل فقط وليس الكثير ، القليل من البحث سيثبت لنا بانه وعلى مدى العصور لم تنجح اي دولة واي حظارة اعتمدت الفكر العنصري وكره الاخر ، لم تنجح بل كان مصيرها الزوال والفشل وقد اثبت التاريخ القريب قبل البعيد ان الانظمة والاحزاب والشعوب العنصرية المتعالية على الاخر كان مصيرها اخيراً الزوال بغير رجعة واقرب التجارب هي النظام الجنوب افريقي ، والنظام النازي ، ومن العصر القديم الرومان .
على من يعتبر نفسه مثقفاً راديكالياً في وطنيته ان يراجع نفسه ويكفيه بحث بسيط على الشبكة العنكبوتية ليعلم انه يعاني من مرض مقيت معدي اسمه ” العنصرية “