15 نوفمبر، 2024 10:00 ص
Search
Close this search box.

فايروس الاصطفاء فايروس الاصطفاء

فايروس الاصطفاء فايروس الاصطفاء

إن الامراض التي تعرضت لها البشرية في مسيرتها خاصة التي فتكت بحياة الكثير من البشر. علمت الانسان بإن لكل مرض اوفايرس جذر او مكان انطلق منه.واستطاعت البشرية وهي ما زالت تواجهه الكثير من الفايروسات التي تفتك بالجسد الانساني. بالعوده إلى جذر المرض وأصل نشؤءه. إلا ان الفايروس الاخطر والاكثر فتكا والاكثر قدرة على الاستمرار والديمومة هو (فايرس الاصطفاء ).الذي يعني: إعتقاد يزين لصاحبه بإنه يمتلك مفاتيح الحقيقة والايمان والهداية والفضيلة وانه وحده الذي على حق  والاخرين على باطل،ويمتلك الحق بإن يحاكم الاخرين، ويجبرهم على إتباعه وانهم على ضلالة.تلك النظرة الاحادية والعقلية المتعصبة المتشدده لها القدرة على تكفير الاخر وقتلة واستباحة دماءه وعرضه . اغلب التنظيمات الارهابية الدينيه في المنطقة العربية تحمل هذه العقلية الدوغمائية الاقصائية .هذا الفايروس الذي يفتك بالامة الاسلامية منذ اكثرمن اربعة عشر قرنا، وما زالت هذه الامة تتقاتل وتتصارع وتعود للتاريخ بقوة حتى تستمد منه ادواتها الاكثر فتكا واشد تدميرا، من اجل تسقيط الاخر وتخطئته ثم تكفيره فقتلة بأبشع الطرق. ويستدل الاصطفائيين بحديث يطعن به الكثير من رواة الحديث والمحققين والفقهاء وشككوا به سندا ودلالة.  حيث يروى ان  رسول الله صلى الله علية واله قال “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقةً، فواحدةٌ في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقةً، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيده لَتَفْتَرِقَنَّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار” .وهو الحديث الاكثر ذكرا على لسان الاصطفائيين  .اذ يعلق المفكر العراقي عبد الرزاق الجبران: على هذا  الحديث قائلا(   لا قبح و لا سخرية أكثر من صلاة الفرقة الناجية. سبعون فرقة للنار و واحدة ناجية!!!، لَكَم جعلوا الله قاسيا. حتى القاضي الدنيء لا يقبل سبعين سجين و بريئ واحد!. )
ظاهرة الاصطفاء وإدعاء الحقيقة المطلقة ليست مختصة بالمسلمين بل مرت بها كل الشعوب وخاصة اوروبا ايام محاكم التفتيش. وحركات التمرد ضد الفكر الديني السائد، والاستغلال السيء للسلطة الدينية من قبل الكنيسة،كذلك الظلم الذي عاشته الشعوب ذات الانظمة المستبدة والفاسدة .لكن ما بعث الروح والحياة والتسامح لدى هذا الشعوب؛ هو قدرة الشعوب على مواجهة اخطاءها ،والاستفادة من تجاربها المريرة تجاة فكرة الاصطفاء وامتلاك الحقيقة . كان هذا بفضل مثقفيهم وكتابهم الذين دعوا للتسامح، بكتابات كان لها اثر كبير بحياة شعوبهم. اشهرها رسالة جون لوك بالتسامح التي دعا من خلالها لتحكيم العقل، ومواجهة حالة التعصب الديني والمذهبي، واحترام حقوق الانسان ،لذلك اطلق على تلك الحقبة عصر التنوير والتسامح .ان ما تعيشة اليوم اوروبا من تسامح وتنوع ديني؛ هوبفضل جهد وفكر الافذاذ من كتاب وادباء
وفلاسفه .حيث قاموا بعملية تفكيك للعقائد التي سببت التخلف والدمار والقتل والتصارع ، وإعادة دراستها ونقدها. واثبات إن الاصل هو التنوع والتسامح حيث ان الحياة لا تسير على نمط معين ونسق معين.لان العقيدة تقاس بمقدار انسانيتها وقدرتها على احتواء الاخر والتفاعل معه وبناء مجتمع سليم .لأن كل انسان يولد وهوينتمي الى وسطه الاجتماعي وما تربى علية في كنف اسرتة, اذا يوضح  دارون: فكرة إن الانسان إبن بيئتة يتاثر ويتفاعل معها.والانسان يدافع عن ما شب علية .حالة التطرف التي تعصف بلمجتمعات الاسلامية هويتها فكرة الاصطفاء. والاصطفاء هو فكرة ولدت وترعرت برحم التاريخ الذي كتبه الحكام الظلمة وابواق السلاطيين. بداية مواجهه التطرف والاصطفاء هومحاكمتة التاريخ وكشف حجم التحريف والزيف والخراب الذي يحملة وإعادة دراسته، وان لا تكون هنالك خطوط حمراءفي نقد وتفكيك بنية التاريخ .نقد وغربلة كتب التاريخ الخطوة الاولى نحو مشروع تسامح حقيقي ضد التطرف والاصطفاء الذي يعصف بالمنطقة .

ومضة :
مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق أوسع
سومرست موم

أحدث المقالات

أحدث المقالات