23 ديسمبر، 2024 4:32 م

فانتازيا ساخرة: أنا ودويلتي الجديدة !

فانتازيا ساخرة: أنا ودويلتي الجديدة !

قررت أن اشتري جزيرة معزولة صغيرة واقيم بها دويلة برئاستي مدى الحياة…للمهتمين والراغبين بالتهرب من دفع الضرائب: الرجاء ارسال شيك بعشرين الف دولار فقط لكي تحصلوا على المواطنة وجواز السفر! …كما أنني لا اشترط الاقامة والاستثمار، وسيطرح اسم الدويلة بمسابقة عالمية لاختيار الاسم الأنسب ويشترط دفع الف دولار للاشتراك بالمسابقة وسيكافىء الفائز برحلة لمدة يومين للجزيرة شريطة ان يصطحب معه (بداية) خيمة وباقي المستلزمات من طعام معلب وعلب عصير وقناني ماء ……وسأمنح اللجؤ السياسي لكل الهاربين والفاسدين وبلا شروط !

سأسمح للجميع بلا استثناء اللجؤ لدويلتي في الجزيرة الساحرة اذا ما التزموا بدفع المبلغ المطلوب …للمتزوجين والعزاب وخريجي السجون واصحاب السوابق والفاسدين والمثليين والمدمنين والمشعوذين وعاشقي الحيوانات الأليفة، ولن يكون هناك امن مركزي (الافيما يختص بأمن “النظام-النظام” وحماية حكمي وشخصي

المبجل الكريم واملاكي والمقربين مني فقط وليذهب الاخرون للجحيم!)، لذا على الجميع ان يتكفلوا بأمنهم الشخصي ولا مانع من اقتناء الأسلحة للدفاع عن النفس!

المواطنة ستكون هي الأهم بدولتي المفترضة الفتية فالدين لله والوطن للجميع…ولن يكون هناك مجال للتعصب الديني او العقائدي او الحزبي او الفئوي او الاقليمي او الطائفي وسأسمح فقط بانشاء حزب الجزيرة للدفاع عن حقوق مواطني الجزيرة، وسأطلب انشاء محطة فضائية اسمها “الجزيرة الجديدة” وستنحصر مهامها باثارة الفوضى والقلاقل والشغب بكافة انحاء دول المعمورة بلا استثناء، وسأوظف لهذا الغرض جيشا من المذيعين والمذيعات الجميلات ودهاقنة الاعلام لانجاحها …ولن تسكت عن اثارة الفوضى ونشر الأكاذيب الا مقابل تلقي مبالغ مالية كبيرة من الدول الخائفة …هكذا سأضمن ازدهار دولتي وانتعاش الميزانية وتحقيق الرخاء لي ولسكان دويلتي!

سوف اؤلف كتابا اسميه “أنا والجزيرة” وساطلب ان يصبح مقررا بكافة مدارس الجزيرة، كما سأنشأ جامعتين احداهما جدية وتدرس كافة المساقات البيئية والتنموية والاقتصادية لتطوير دويلتي الحبيبة، وجامعة اخرى للغرباء تمنح الشهادات العليا “المزيفة” مقابل دراسات افتراضية ورسوم باهظة! كما سأقيم هيئة عليا لمنح جوائز التميز بكافة القطاعات الصناعية والأدبية والثقافية والسياحية والخدمية والتجارية، وسيتم تشكيلها من مجموعة معتبرة من الفاسدين والمرتشين والدجالين والمتفوهين!

كما سأسمح لكل العلماء والمبتكرين والصناعيين باللجؤ والاقامة والاستثمار والتطوير بلا ضوابط وبحوافز مجزية “مادية ومعنوية” شرط ان يدفعوا لي عشرين بالمئة من خالص أرباحهم وباسمي الشخصي وعلى حسابي البنكي، ولن أسمح للفقراء والمشردين والمعدومين بالعيش بدولتي الفتية المزدهرة، ولكني بالمقابل ساوزع دونمات من اراضي دولتي لمتوسطي الدخل العاملين النشطاء لكي يقيموا منازل ومزارع ومصالح، وبالمقابل سأعيد تأهيل كل اصحاب السوابق والفاسدين والمدمنين والمثليين المنحرفين لكي يصبحوا مواطنين صالحين!

وساقوم بتخصيص منطقة منعزلة بدويلتي الجديدة لاقيم عليها امارة سلفية وسأسمح لكل المتشددين والمتدينين والمتعصبيين لكي يقيموا امارة ومشيخة قروسطية تسودها اجواء تاريخية وحيث يلبس المتواجدين فيها ملابس تاريخية قديمة وينبذون كل اختراعات العصر الحديث بلا استثناء، وتطبق فيها احكام الشرائع الدينية المتحفظة على الجميع، وتسودها اجواء العدالة والمساواة، وينتخب الحاكم مرة كل خمس سنوات ولا يجدد له، ولن يسمح للأشخاص اللذين يعيشون فيها بالخروج بل سيبقون حتى نهاية حياتهم لأن هذا اختيارهم ! وسأسمح بهذه الامارة السلفية بكل ممارسات

القرون الوسطى من قطع للأعناق والأطراف ورجم وسبي “وجهاد-نكاح” عقابا للكافرين الخوارج المنشقين، حيث سأسمح لكل المهووسين والموتورين و”الهمج-الزومبي” الأدعياء والقياديين الملتحين بترأس هذه الامارة المرعبة مع شلة من الفقهاء –الدعاة المنافقين الكذابين “الشهوانيين الشبقين” اللذين يستمتعون بممارسات محاكم التفتيش الجديدة بلا رحمة وتسامح…ولن أسمح الا للمنقبات من النساء بالعيش بهذه الولاية شرط أن يكن “جميلات فاتنات مغريات”!

أما بالنسبة للنواحي الأمنية فلن أتساهل مطلقا مع احد، وخاصة للذين ينعقون باستياء “النظام…النظام”، وسأنشر بدويلتي المتطورة انظمة الكترونية محوسبة فائقة التطور تسمح لشرطتي السرية المرعبة والتي سأسميها “ميم- نون” بالقبض على كل محتج ومدسوس وعابث بأمن دويلتي الماجدة، حيث سيدخل لسراديب تعذيب سأسميها “جهنم الأرض” ولن يخرج منها سليما معافى او حيا يرزق! كما ستسمح أجهزتي الاستشعارية فائقة الحساسية بضبط الهمسات والوشوشات وحركات العيون الشكاكة حتى بغرف النوم المغلقة، وسترصد الايماءآت والأنفاس و”حماسية التصفيق” أثناء خطبي الشهرية المملة الطويلة التافهة، ويا ويل من لا يصفق بأقصى طاقته حتى يوجع كفيه ويلهبهما طويلا، فمصيره سيكون التصفية الفورية بلا تحقيق وتوثيق…فاياكم ثم اياكم ان تفهموا سماحتي بأنها ضعف واستكانة، وياويلكم من غضبي ونفاذ صبري!