مع قرب الأيام الفاطمية حيث ذكرى استشهاد الزهراء –ع-، اود ان انقل لكم بأنها مؤيدة لمشروع التسوية، كونه مشروعاً لحقن الدماء والمضي بمشروع الوحدة الوطنية والإسلامية، وتشذيب الصراعات بين أبناء الدين الواحد.
تشير كثير من الروايات المعتبرة ان فاطمة –ع-رغم مطالبتها الشديدة لحقوقها، التي غصبت والظلامة التي وقعت عليها بعد انتقال اباها –ص-الى الرفيق الأعلى، لكنها تنازلت عن اغلب حقوقها واهمها (فدك)، بعدما وصلت لطريق مسدود لا يفتحه الا الدم، لذلك فضلت -صلوات الله عليها-السكوت عن حقها المسلوب، نصرة للوحدة الإسلامية آنذاك.
كانت –سلام الله عليها-صاحبة المبادرة وتستطيع ان تأخذ حقها رغماً على كل الانوف، لاسيما وان اغلبهم عرف قوة وصلابة سيف ذو الفقار، وتستطيع اخذ حقوقها بكل سهولة، برفقة علي واصحابه، فلا مفخخات توقفهم ولا احزمة ناسفة تنهش اجسامهم، لكنها سحقت على الشخصنة، وبقيت لأيام تبيت وعائلتها بلا طعام، خوفاً على الدين من ان يذهب ادراج الرياح بفعل سياسي السقيفة ومرتزقتهم.
اليوم جاء مشروع التسوية حاقناً للدماء لاسيما ونحن شيعة فاطمة منتصرون، وأصحاب مبادرة، وهذا يمثل أنبل وأقدس معاني الايثار، حيث أطلق مشروع التسوية ليلغي كل المزايدات الشخصية، وينطلق الوطن في مشروعٍ عابر للصراعات والتخندقات المذهبية.
تعيش التسوية اليوم في ردهة الإنعاش، حيث ولدت سقيمة، وذلك بفعل المتعطشين لسفك الدماء والمزايدين على راحة وامان الوطن والمواطن، لاسيما وان إشارات متكررة من مراجع الدين تدعم مشروع التسوية، حيث السلم المجتمعي والوئام الوطني، لكن تفاهة الاعلام المزيف وبساطة بعض العقول ودهاء بعض السياسيين، عوامل وقفت حائلاً امام تنفيذ المشروع وزجته عليلاً، دون نضوجه.
خلاصة القول: التسوية مشروع مقدس، إذا ما ارتدى لباس العافية، حتما سيوقف حمامات الدم، وسينعم بظله الوطن بالوئام والوحدة التي سعى لها الأنبياء والاولياء والصالحين.
سلام.