يحتاج الأبحار في بحر فاطمة عليها السلام متلاطم الأمواج ، عميق القاع على كل صعيد في حياتها الثرية والمشبعة في وعي الرسالة التي جاء بها سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ،،،
وقد يغنيننا المطروح وهو الكثير الذي يتكلم عن جانب عفتها وعصمتها وشأنها الأخروي ولمن أعتقد بها من المطهرين عليهم السلام ،،،
ونميل بالشراع نحو القيادة التي تمثلها سيدة نساء العالمين عليها السلام ، وهي تقف مع وصي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في جهاده لتؤسس البيت المقاوم والمدافع عن الحق مع خطورة الوضع في ظل تكالب القوم على خلافة النبي التي تسيل من أجلها الدماء !
البيت الذي مثل مركز القيادة وغرفة العمليات لأدارة شؤون الأمة عبر ما يعتقدونه من الحق بالوجوب التصدي له !
ولا نبالغ لو قلنا هي وزوجها أول حوزة واقعية ناطقة خطت مسارا لأتباعها رغم الظرف الحالك والصعب والمخيف !
كانت سلام الله تعالى عليها من الشجاعة بمكان لم تتردد بالمطالبة بحقها !
وقد طالبت بملأ الفم وهي تعلم حجم ما تقول ومن هم الذين توجه لهم الكلمات العظيمة والشجاعة !
وهذا أول تأسيس كون الحق لا يعرفه ويعرف المطالبة به فقط الرجال ! بل هو تكليف شرعي وأخلاقي لكل بني البشر ! لتخرج المرأة من قفص ذكورية المجتمعات التي أعطت لنفسها خطابت قرآنية تختلف عن تلك التي أتى بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الدور الذي يتنافى كليا مع صور الخنوع والذل والتوسل في أدبيات مرتزقة بعض المنابر ، كما هو سحق شخصية بطلة كربلاء الصوت الحسيني المكمل لثورة الرفض !
فكانت قيادية الوعي والشجاعة والرسالية التي خرجت من أطر الأنوثة السلبية إلى المرأة القادرة على إنجاز تكليفها بقوة وحزم !
لتورث هذه الصفات لزينب عليها السلام المرأة وشاهد الطف الذي كان لدورها الأعلامي بليغ الأثر ،،،
بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبيها ،،،
عظم الله تعالى أجوركم بشهادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ،،