ارسل الي احد الزملاء ، مقطع فديو صادم ، وهو عبارة عن صحفية او مقدمة تنزل الى الشارع ، وتسأل المجتمع المصري سؤالين ، الاول : هل تعرف المطرب الفلاني، فتكون الاجابة بحماس كبير بنعم ، الثاني: هل تعرف فاطمة الزهراء عليها السلام؟ فتكون الاجابة من الاغلب انه لا يعرفها ، والقليل منهم انه سمع بها ولا يعرفها، واحد الذين سمع بها قال انها بنت الامام علي عليه السلام!
قبل كل شيء لابد من التوضيح بان الموضوع ليس طائفي كما يبدو عنوانه الذي تقصدت بوضعه، لكن يحتوي على التفاتات كثيرة واحتمالات اكثر، لانه لا يتحدث عن شخصية عادية تخص فئة معينة من الناس او المذهب، انها فاطمة الزهراء التي قال عنها رسول صل الله عليه واله (باتفاق جميع المسلمين بسنتهم وشيعتهم)، (فاطِمَة حَوْراءُ آدَميّةَ لَم تَحضْ وَلَمْ تَطْمِث)، وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤْذيِني ما آذاها وَيَنَصُبَني ما أنَصَبَها) وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي يُغْضِبُني ما يُغْضِبُها وَيَبْسُطُني ما يَبْسَطُها) وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْكَ يا عَلِيّ وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْها) وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ) وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي) وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة شُجْنَةٌ مِنّي يَبْسُطُنِي ما يَبْسُطُها وَيَقْبِضُنِي ما يَقْبُضُها) وقال (صلى الله عليه وآله): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤلِمُها ما يُؤْلِمُنِي وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها) .
لا اريد ان اتفلسف واوضح تفسير هذه الاخبار المنقوله عن افضل خلق الله على الاطلاق وهو رسول الله صل الله عليه واله، لانها لا تحتاج الى تفسير، لكن بنتيجتها كلها تصب في ان الزهراء عليها السلام تملك من الاهمية ما تفوق اهمية اي شخصية اسلامية اخرى، وبهذا ففخر مكانتها هو يقع على امة الاسلام جميعا بسنتهم وشيعتهم، لان مكانتها من مكانة رسول الله صل الله عليه واله.
لكن بربكم اين وصلت مجتمعاتنا من التفاهة بانها لا تعرف شخصيات امتها ، فضلا عن شخصية عظيمة عظمتها من عظمة رسول الله وهي الزهراء عليها السلام؟
ربما قد ينقدح في الذهن ، ان علماء هذه المجتمعات تحجب اسماء معينة وتبرز اسماء اخرى من هي اقل منها ولا توازيها في المكانة والفضل والشرف، وهذا وارد وواضح بل اكيد .. وهو احد نتائج الفكر الوهابي التكفيري الذي يؤمن به علماء هذه المجتمعات بالخفاء.
لكن انا لي وجهة نظر اخرى تختلف كليا عن ما انقدح في الذهن، فلا يمكن ان تلام هذه المجتمعات او علمائها ، لان عدم علم هذه المجتمعات بمن هي (الزهراء)، هو دليل على ان علماء الشيعة انفسهم في غاية التقصير ، وفشلوا في ان يوصلوا حقيقة هذه الشخصيات لمجتمعات غير مجتمعاتهم.
الموضوع فيه اكثر من التفاتة وفكرة اتحفظ بالخوض فيها لكي لا اتهم بالطائفية