كثرة في الآونة الأخيرة في العراق التصريحات الإعلامية لقادة الكتل و الأحزاب و التيارات السياسية و التي تتخذ طابع الصلاح و الإصلاح و أن هؤلاء الساسة قد اصحبوا ملائكة رحمة وكما يصفون أنفسهم و في تصريحاتهم تلك فجوهرها حقيقة يكشف عن اتفاقيات و تجاذبات سياسية تخطط لبقاء عروشهم و استمرارية وجودهم في كرسي السلطة لأطول الفترة ممكنة وهذا ما يتطلب منهم ممارسة دور الكذاب الأشر و المنافق والمحتال خاصة و أنهم تقمصوا ثوب القداسة و التزلف بالدين حيث يستمدون هذا الدور من العمامة أفيون التخدير للعراقيين، وهنا نسأل : فالعراق يحتل المراكز العالمية الأولى في الفساد و السرقات المالية في ظل غياب أي دور لأجهزة الرقابة الصارمة على مقدرات البلد، التي أصبحت كالفريسة التي تنهشها مافيات السرقة و و أحزاب تبيض و غسيل الأموال و الهدر الكبير في خيرات البلاد، و ضياع العديد من ثرواته النفطية و غيرها يا ترى أليس هم القادة و المتحكمون بزمام الأمور و مركز القرار السياسي ويدَّعون أنهم رعاة إصلاح و مشاريع إصلاحية ؟ انعدام الأمن و الأمان كثرة عصابات الجريمة المنظمة و الخطف و النهب و السلب وفي وضح النهار و على مرأى و مسمع الأجهزة الأمنية، و أما المليشيات الإرهابية و الإجرامية فحدث بلا حرج فقد بدأت زمام الأمور تخرج من أيدي الدولة و تسيطر عليها تلك المليشيات التابعة لهؤلاء الساسة الفاسدين من خلال علو كعبها فوق كعب الدستور، و القانون وسط غياب كامل للحلول الناجعة، و الخطط الأمنية الناجحة، و المثمرة، و الكفيلة بالحد من ارتفاع معدلات الجرائم يا ترى أليس القيادات العليا سواء الأمنية و العسكرية و الاستخباراتية كلها تقدم لهؤلاء الساسة كامل فروض الطاعة و الولاء ؟ فمَنْ يا ساسة العراق أوصل حال البلاد إلى هذه المستويات المتدنية لانعدام الأمن و أمان و تسلط المليشيات و تحكمها حتى بالشأن السياسي و هيمنتها المطلقة على المناصب الرفيعة المستوى في إدارة البلاد ؟ و يدَّعون أنهم رعاة الصلاح و الإصلاح و مشاريعهم إصلاحية، تردي الواقع الصحي و سوء الخدمات الصحية المقدمة للمواطن في المؤسسات الصحية فضلاً عن النقص الكبير في الأدوية و المستلزمات و الأجهزة الطبية الخاصة للحالات الخطرة ، بطالة مقنعة مخيفة تدني كبير في مستويات المعيشة و تزايد جيش الأرامل و الأيتام و المشردين و المستجدين في الشوارع و الطرقات، قلة المستويات العلمية و تسيب هائل للأعداد الكبيرة من التربية و التعليم و عزوف العراقيين من إرسال أولادهم و بناتهم للدراسة و التعليم بسبب قلة التدريس في المدارس و انعدام المنهاج الرصينة و النقص الحاد في كوادر التدريس مما أثر سلباً على المستوى العلمي في مؤسسات التربية و التعليم، مشاكل كثيرة و لا من حلول جذرية تضع حداً لها و تعيد العراق إلى سابق عهده فيا ساسة العراق ألستم مَنْ يتحكم بإدارة دفة الحكم و كل ما يمر به البلد من مشكلات و معضلات اقتصادية و تعليمية و اجتماعية و غياب للمشاريع الاستيراتيجية و انهيار كامل للبنى التحتية كلها بسبب فسادكم و تبعيتكم لدول الخارج وولائكم لها أكثر من ولائكم لعراق الأنبياء و الأوصياء و تدعون أنكم رعاة الإصلاح و قادته القادمون ؟ فعن أي إصلاح تتحدثون و قد أثبتم بالقول و الفعل أنكم من المفسدين في الأرض و بامتياز .