آخر حصيلة لضحايا التفجير الإرهابي المزدوج في ساحة الطيران وصل الى ٣٨ شهيدا و١٠٥ جرحى، حسب موقع قناة دجلة الفضائية العراقية.
على أثر هذا المصاب الجلل الذي عصف بقلب العاصمة اليوم (١٥،ك٢)، قال مكتب العبادي:
(رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، اجتمع بقيادات العمليات والاجهزة الاستخبارية في قيادة عمليات بغداد وأصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والاوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الارهابية النائمة والقصاص منها والحفاظ على امن المواطنين).
الإجتماعات بعد وقوع “الفاس على الراس”، ترف حكومي مقيت أو تدليس معيب لذر الرماد في العيون وخداع الجماهير والظهور بمظهر الحريص المتأهب للذود عن البلاد وحماية العباد، خصوصا ان بيان مكتب دولة الرئيس لم يعزِّ الضحايا ولَم يواسِ اهاليهم. على الأقل، المقتبسات التي قرأناها خلت من ذلك.بل ان البيان العتيد لم يشر، لا الى إمكانية محاسبة المقصرين ولا مراجعة الإجراءات الأمنية التي تمكن الإرهاب من خرقها بسهولة ليصل الى قلب بغداد، ومن ثمّ ضرب المواطنين المسالمين بهذه المقتلة الكبيرة.
عندما أقول قلب بغداد فإني أعنيها بكل دقة. إن شارع السعدون وساحة الطيران هي فعلا قلب بغداد، معنى ومبنى، وإذا كان لا بد لمثل هذه الإجتماعات ان تعقد فيجب ان تكرّس لنجدة الضحايا وإسعافهم ومناصرة اهاليهم وتعزيز معنوياتهم ودعم ومساعدة أطقم الإنقاذ والوقوف معهم وطمأنة الشعب عموما عن طريق اتخاذ الإجراءات الفورية لتحديد المسؤوليات ومعرفة مواطن الخلل ومحاسبة المقصرين.
كان يجدر بالعبادي ان يهرع الى مكان الحادث ويشارك الناس مشاعر الكارثة وأحاسيس الحزن والألم والخيبة ويعزز معنويات المفجوعين ويسخر نفوذه وسلطاته وامكانيات الدولة التي يضطلع بإدارتها للتخفيف من ثقل المصاب. المسافة بين المنطقة الخضراء وساحة الطيران اقل بكثير جدا من القائم في أقصى الغرب، عندما ركض اليها لرفع العلم طمعا في “پوز” إعلامي.
في الطريق سمعت عبدالكريم خلف، الخبير الأمني والمحلل الإستراتيجي كما يوصف زوراً وبهتانا (كان قد تنبّأ بإنهيار سد الموصل في ظرف ستة أشهر قبل اكثر من سنتين)، سمعته من خلال اذاعة البي بي سي، يتحدّث عن امكانية تنفيذ مثل هذه العمليات بسهولة من قبل الإرهاب ويهوّن من جسامة المصاب بغية التستر على الفشل الأمني المريع لصالح الحكومة، وختم كلامه بالحديث عن “حكمة العبادي” التي سوف تسفر عن اجراءات مهمة او شيء من هذا القبيل، حتى بدا لي ان المذيع ، أو المذيعة ، لست متأكداً، ارادت ان تمنعه من الاسترسال في رغبة المدح والثناء التي لا يمكن فهمها في مثل هذا الموقف الا من باب التزلف والرياء، وأنهت المكالمة وهو لم ينتهِ من حديثه بعدُ.
للعلم مقابلة البي بي سي كانت سابقة لبيان مكتب العبادي، وجرت في وقت مبكر ضمن نشرة التاسعة صباحاً والحادث الإرهابي وقع بِعد السابعة صباحاً،، (تگول العبادي كان مثلي دا يتابع الأخبار على البي بي سي وأول ما سمع خلف يشيد بحكمته راحْ قُبَلْ سوّا إجتماع وأصدر البيان مالته).
[email protected]