19 ديسمبر، 2024 1:17 ص

فاجعة ” تصفية حسابات”

فاجعة ” تصفية حسابات”

العنف الذي حصد ارواح 69 مدنيا و جرح حوالي 200، يوم الخميس الماضي، لم يكن خرقا أمنيا، انما و كما اكد المسؤولون المتفقين فيما بينهم او المختلفين، كان استغلالا للأزمة السياسية المستمرة في البلد. مهما كانت الأسباب و مهما تكون التبريرات، فأن تفجيرات الخميس الدامي فاجعة حصدت ارواح تلاميذ مدارس و عمال شباب كانوا ينتظرون الرزق على مسطر منذ ايام، و غيرهم من النساء و الرجال. الصور التي تم بثها على مواقع الانترنت و خاصة اليوتيوب مؤلمة و موجعة، ترى هل شاهدها او سيشاهدها المتفقون و المختلفون؟ و هل سيمسحون دمعة قبل ان يقرروا حل خلافاتهم و ان تكون الدماء البريئة التي سالت ( سياسيا) الأخيرة؟ لكن، لو كانوا سيقررون، على الأقل كانوا قد صمتوا حدادا يوم الخميس بدل ان يمعنوا بالوجع عبر تصريحات على شاكلة ” تصفية حسابات”.. من يجرأ على تصفية الحسابات عبر ذبح و جرح العشرات الذين لا طموح لهم سوى ان ينهوا يومهم بأمان و بقوت بالكاد يشبع بطون صغارهم؟ الذي يجرأ على هذا العمل، ليس عراقيا بأي مقياس و لا علاقة له بالعراقيين، فالذين مضوا لا علاقة لهم في العملية السياسية سوى انهم صدقوا الوعود و ذهبوا الى صناديق الاقتراع و انتخبوا من توسموا بهم الصدق في تنفيذ الوعود و التي كانت من بينها حياة افضل للصغار و الأمان. لو كان المتفقون و المختلفون قد اعلنوا الحداد صمتا و مسحوا دمعة وهم يؤكدون ان ما حدث كان استغلالا لخلافاتهم، لكانت الفاجعة تهون، و لكنهم استمروا في التصريحات التي تمعن بالوجع و تحاول العزف على وتر الطائفية.. في الشارع، قال لي صديق وجد نفسه وسط التفجيرات و الدم و الدمع، بأن الجميع ” كانوا قلبا على قلب، لم اسمع جملة فيها طائفية، صحيح الجميع كانوا متعبين و يائسين و عيونهم ممتلئة دمعا والما و دعاء و يلومون المسؤولين”. تعودنا ان كل ما نقوله، لا يسمعه سوانا، و ليعرف السياسيون المتفقون و المختلفون بأن الذين مضوا لم يكونوا منتمين سوى للعراق و الوجع و ان الباقين لا ينتمون سوى الى العراق و الوجع و يرفضون ان يتحدث اي كان باسمهم، طالما كانت مصلحته فوق اي اعتبار حتى ان كان الدم العراقي.
[email protected]