غيب القدر عنا الدكتور فائز الزبيدي الشخصية الوطنية والأكاديمية التربوية بعد مرض الم به لفترة ، عكان فائز في فترات طويلة من حياته منهمك في كتابة القصة والشعر وكان فنانا تشكيلي عرضت رسومه في متاحف في العراق وقيمت من قبل الكثير من كبار الفنانين انها تحمل مستوى تعبيري في الفن من اجل خدمة الشعب ، تبنى منذ نعومة اضفاره قضية الوطن والشعب و انحيازه لقضية الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين وشغيلة الفكر واليد ، وقد عرفته سجون ومعتقلات العراق مناضل صلب من أجل المبادئ التي امن بها ، ودخل سجن نقرة السلمان الصحراوي وسجن الحلة المركزي و الرمادي والكوت ، وفي احدى سهراتنا الجميلة الرائعة في سكنه في دوم اسبرنت ويسمى الداس وهو القسم الداخلي لطلاب الدراسات العليا ( مرشحي علوم فلسفة ) حدثني كيف انه عندما كان في السجن وفي انتفاضة الشعب العراقي عام 1956 لدعم الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر عندما أقدمت حكومة عبد الناصر على تأميم قناة السويس باسم الشركة المصرية آنذاك ، قال أبو يمام انهم أي السجناء تظاهروا في ساحة السجن وهم يهتفون بهتاف ( شعبنا ما طلب فيصل ملك اول ولا ثاني ) حتى بعد فترة استدعى مدير السجن الناشطين وفائز من ضمنهم وهو يحمل هراوة ويضربنا بحقد وهو يردد نفس الشعار الذي كنا نردده في ساحة السجن ، فائز قدم الكثير في مجال عمله الصحفي خدمة للفكر الماركسي العلمي ، و قد عمل في مجال اختصاصه في الجزائر وليبيا ، معرفتي بفائز وعائلته ام يمام سميرة والعزيز يمام استمرت لفترة حتى عند زيارته في عام 1984 لسوريا كنا نلتقي مع تواجد عائلة الصديق الدكتور جلال الزبيدي كنا نجتمع على الإفطار الذي اعتدنا ان نحضره على طريقتا الحلاوية وتقوم بإعداده زوجتي ، وكنا نلتقي مساء مع وجود الروائي الصديق خالد الذكر صاحب الرواية المعروفة في عراقنا وقدمت مسرحية وهي النخلة والجيران نتحدث في لقاءنا عن معاناة شعبنا العراقي في ظل الدكتاتورية والحرب العراقية الإيرانية ، فائز الزبيدي المثقف الوطني لم يأخذ حقه في الوسط الثقافي العراقي التي هيمن عليه من هم لا يمتوا بالوطنية بصلة وهذا ما اثبتته الأيام التي مرت علي عراقنا ، وكانت هي الفيصل ومنها الموقف من الدفاع عن الوطن وكذلك الحصار الجائر على شعبنا من قبل الامبريالية الغربية والذي توج باحتلال العراق عام 2003 والذي أدى الى ما جرى ويحري حاليا في الوطن ، وخلال ستة عشر عام من المعاناة انتفض الشعب في ساحات التحرير في بغداد ومدن وقصبات العراق ، وللأسف لم يلقي فائز الاهتمام المطلوب كمثقف واكاديمي وتربوي وفنان ولكن شاهدنا بعض الاهتمامات (لمثقفي ) وقفوا مع الاحتلال ، والوطنين من أبناء شعبنا ومن عرفوا فائز الزبيدي من خلال صحف والثقافة الجديدة واعماله الروائية ومنها رواية السدرة ورسومه ، يقدرونا عاليا ما قدمه هذا الانسان الشفاف والمخلص لوطنه وشعبه .
غادرنا أبو يمام ليدفن بعيد عن وطنه الذي احبه وكرس شبابه للنضال من اجل الوطن الحر والشعب السعيد ، دفن في مدينة مالمو السويدية التي عاش فيها أيامه الأخيرة .
الى الخلد أيها الصديق والاخ وانا اودعك ..أقول سلاما على روحك الطاهرة .
وكل التعازي للعزيزة الدكتورة سميرة ام يمام وللوريث الشرعي لمجد الاب يمام فائز الزبيدي .