قال عز من قائل” يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا” سورة الحجرات من الآية13.
كان العرب قبل الاسلام, قبائل متناحرة, يغير بعضهم على بعض, فيتقاتلوا لتسلب الأموال وتنتهك الحرمات, دون وازع من الأخلاق الحميدة الانسانية.
بعث الخالق الأنبياء عبر العصور, كي يصححوا ما درج الناس عليه, إلا أن الجهل والشذوذ عند بعضهم, جعلهم يتراجعون عن مكارم الاخلاق, ليتركوا التعايش بسلم, فيقوم نفر ضال عن جادة الصواب, عامدا لإثارة نعرات قبلية أو عائلية, تودي إلى سفك الدماء وانتهاك الحرمات.
آخر رسالة سماوية هي دين الاسلام, فقد بعث الخالق لمحمد صلوات ربي عليه وآله, ليختم به الرسالات الإلهية, بدستور ثابت, يجمع ما تقدم ليرشد خلقه الى الطريق القويم, وليكون حجة على كافة الأقوام, وقد خص العرب أن الرسالة كانت بلسانهم, عسى أن يفقهوا ما خُلقوا ن أجله.
أثناء فترة التبليغ النبوي, كان هناك عدة أحاديث شريفة, لو أن العرب بعد إسلامهم أخذوا بها, لكانوا حكموا العالم دون منازع, فهم أمة الدين الإسلامي, المختار لقيادة العالم بأجمعه,” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” حديث له آفاق واسعة سعة الرسالة الخاتمة, إلا ان بعضهم, لم ير نفسه إلا من خلال المخالفة, تحت شعار خالف تُعرف!
فمتى يرعوى الجهلة في بعض القبائل, ومنهم عشائرنا في الجنوب على الأخص, ليعرفوا قيمتهم الحقيقية التي أرادها الخالق؟ فقد امرنا الدين الحنيف, بالمحبة والألفة والسماح, مع نبذ الفرقة والتقاتل.
حرف واحد كأنهم لم يروه, فما بين تعارف وتعارك, شَقٌ واسع ندعوا الوجهاء كي يوجهوا نحو فاء المحبة لا كاف البغضاء والتناحر.
مع التحية.