18 ديسمبر، 2024 8:48 م

غَنَّيْتُ كَثِيْرَاً لِلْحُرِّيَةِ

غَنَّيْتُ كَثِيْرَاً لِلْحُرِّيَةِ

أَتَرَدَّدُ فِيْ كُلِّ أُمُوْرِيْ،
وَأَعُدُّ إِلَى العَشْرَةِ.
إِلّا فِيْ أَمْرِكْ.

وَأَسُوْقُ لِنَفْسِيْ،
الأَعْذَارٍ،
وَأَعْيَا فِيْ عُذْرِكْ.

حَذَرِيْ يَسْبِقُنِيْ،
وَعِقَالِي،
يَفْلِتُ أَوَّلَ سَطْرِكْ.

أَنْجُوْ مِنْ طُوْفَانِ النَّاسِ،
وَأَغْرَقُ فِيْ قَطْرِكْ.

لَوْ كُنْتَ بِعُشْرٍ مِنْ لَهَفِيْ،
لَأَتَيْتَ إِلَى حُضْنِيْ،
مِنْ فَوْرِكْ.

دَوْمَاً،
كُنْتَ خَيَارِيْ،
لَمَ أَطْمَعْ يَوْمَاً،
فِيْ غَيْرِكْ.

سِرُّكْ يَمْلِكُنِيْ،
وَيَزِيْدُ خُضُوْعِيْ،
فِيْ جَهْرِكْ.

أَخْتَارُ طَرِيِقَكَ عَمْيَاً،
لَا أَحْدُو أُنْمُلَةً،
عَنْ سَيْرِكْ.

أَقْعُدُ عَنْ هَمِّيْ،
وَأَحُثُّ الخَطْوَ بِلَا هَدْيٍ،
فِيْ إِثْرِكْ.

أَتْرُكُ خَلْفِيْ مَّا لَا يَتْرُكُهُ،
أَوْفَى العُشَّاقِ،
لِأَغْفُوْ فِيْ حِجْرِكْ.

تَحْتَارُ حِسَابَاتِيْ،
إِلَّا فِيْ جَوِّكَ،
أَوْ بَحْرِكَ،
أَوْ بَرِّكْ.

سِيّانَ لِمِهْدِيْ،
آمِنُ سَهْلِكَ أَوْ:
عَاصِفُ وَعْرِكْ.

وَأَنَامُ قَرِيْرَ العَيْنِ عَلَى
بَرْدِكَ، أَوْ فِيْ حَرِّكْ.

صَفْوُكَ يَسْقِيْنِي،
وَأرَوّي ظَمَأِيْ،
حَتَّى مِنْ عُسْرِك.

وَإِذَا وَثَبَ النَّاسُ،
إِلَى أَرْضِ مَفَازَتِهِم،
-كُلُّ النَّاسِ-
تَرَانِيْ فِيْ شَطْرِكْ.

وَأَرُدُّ نَفَائِسَهُمْ،
وَأَضُمُّ إِلَى كَنْزِيْ،
أَبْخَسَ نَزْرِكْ.

وَأَصُمُّ السَّمْعَ لِكُلِّ مُنَادٍ،
وَأُلَبِّيْ حَادِيَ دَهْرِكْ.

دُوْنَكَ أَخْبُوْ،
فَمَوَاسِمُ عُمْرِيْ،
لَا تَزْهَرُ إِلّا سُقْيَا نَهْرِكْ.

أَوْصِدُ نَافِذَةَ الرِّيْحِ،
وَلَوْ نَسْمَةَ صُبْحٍ،
وَأَخُوْضُ عَوَاصِفً بَحْرِكْ.

أَتَجَنَّبُ كُلَّ شَرَارٍ،
وَأَلُوْذُ حَسِيْرَاً،
بِلَظَى جَمْرِكْ.

أَكْرَهُ شَكْلَ القَيْدَ،
وَلَوْ كَانَ سِوَارَاً،
وَيُرَاوِدُنِي طَوْقَ نَجَاةٍ،
فِيْ غَمْرِكْ.

غَنَّيْتُ كَثِيْرَاً لِلْحُرِّيَّةِ،
حَتَّى ذُقْتُ،
حَلَاوَةَ أَسْرِكْ.

وَكَتَبْتُ قَصَائِدَ شِعْرٍ،
لَمْ تَرْقَ إِلَى،
تُرْبَةِ نَثْرِكْ.

وَأَعَدْتُ قِرَاءَةَ،
أَيَّامِيْ،
فَإِذَا هِيِ تَخْلُوْ،
إِلّا مِنْ ذِكْرِكْ.