18 ديسمبر، 2024 5:23 م

غيلان السياسة نوافذهم تطل علينا بهواء فاسد!

غيلان السياسة نوافذهم تطل علينا بهواء فاسد!

الحقيقة أني لا أتصور قيمة للإنسان، إذا لم يكن صاحب موقف ومبدأ، فالتغير الذي يهدد العالم المتفجر، يفرض علينا إتخاذ مواقف شجاعة، وأن نتكلم بصوت جريء، لنحقق مبتغانا، وندع محترفي القتل من الساسة، يجعجعون في غرفهم المظلمة، وهي مليئة بثاني أوكسيد الكاربون، فهذا يعني نشوء نظريات المؤامرة والفساد، كي يتقاسموا حصحصهم على حساب دماء الأبرياء، بأسلوبهم القذر.

إذا لم تتمكن من ترويج أفكارك، فأعرف أن الطريقة التي إستعملتها، ليست مناسبة للإقناع، والتأثير بيد أنه كلما زادت حريتنا، إتسعت خلافاتنا، وهذا حسب رأي الكاتب العراقي، (حسن كريم عاتي)، إذن علينا ألا نحول الإختلاف في الرؤى، الى خلافات فكرية، ونصب جام غضبنا عليها، فنحيل العراق الى رماد، بسبب الفاسدين والخونة، الذين أتخذوا من رؤوس أصابعنا، طريقاً للشهرة، لذا سنمارس البغاء مع أيدينا، قبل أن نعيد أنتخاب النكرات.

في الماضي كان الناس، أكثر هدوء وإستقراراً، ولكن قصة قابيل وهابيل، أشعلت المشهد البشري منذ البداية، وبدى وكأن التأريخ يرفض تدوين نفسه، وقد خضع لنوازع الشر والعنف، وباتت تلاحقه وتداعبه، بإسم البقاء للأقوى لنشر الجريمة، التي تفتح ذراعيها لقتل كل شيء جميل، وبقي المؤرخ معتمداً، على ذاكرة الوجود الإنساني، دون العودة للصدق، فأمست الحقيقة عوراء.

عندما إجتمع قابيل مع شيطانه، في غرفة مملوءة بالهواء الفاسد، مثل سياسينا، فقد بث في نفسه الرغبة لقتل أخيه، الذي دخل التأريخ، من أقدس أبوابه رغم موته، وأحتل أكرم صفحاته، لأنه مات مظلوماً، من غيرة الأخ الحاقد، وباع للبشرية بضاعة فاسدة، وطريق يملئه الشر، وتوقع أن إبطال المبادئ يكون بإعدام الحياة، ومنعها من النجاح.

من أبرز مظاهر الفساد، هو اللجوء الى الأكاذيب والخرافات، وإتخاذها ركيزة للإستناد عليها، بدلاً من الحقائق، وبمجرد دخول الهواء النقي، الى غرفهم المظلمة، تجدهم يفزعون، كأن الموت قد طرق بابهم، وتبدأ نوازع الشر بالخروج، لتتلاعب بزمن الأبرياء، وتدفعهم للهاوية ليؤمنوا بها، وبتكتيكات حديثة مسمومة وخطيرة، وهذا ما أسس له دواعش السياسة، وبالتالي حصدت الأخضر واليابس في آن واحد.

ختاماً: الإعلان عن موضوعة الفساد، أمر مهم جداً، يدخل في أحد فروع الدين، وهو النهي عن المنكر، فيجب وضع الإصبع على الجرح، والإشارة بقوة الى موطن الفساد للقضاء عليه، ولو بعد حين، فالحرب في العراق، ليست ضد الإنحراف الداعشي فقط، بل ضد دواعش الفساد، والتآمر والفتن، إنهم آفات سياسية وبإمتياز، فتجد نوافذهم تطل علينا بهواء فاسد، فلا يستطع المرء أن يتحمله!