غير المعلن من الحرب بين إسرائيل وايران

غير المعلن من الحرب بين إسرائيل وايران

المتبادر أولا وهو الاظهر والاعم ان ثمة صراعا بين ايران والغرب حول برنامج ايران النووي، وان إسرائيل هي المتضرر الأكبر من تطور ايران نوويا، لانها ترى ان ذلك يمثل تهديدا وجوديا لها، ذلك لان ايران هي راس الحربة بل وقطب محور الممانعة الذي يقف في وجه المشروع الصهيوني، وعلى الرغم من تصدع هذا المحور بخروج سوريا، وما لحق بحزب الله من خسائر في حرب اسناد غزة، وما الت اليه حركة حماس من ضعف.

   في موازاة ما يظهر ثمة خفي يمكن التقاطه خلف ذلك، يمكن تصوره من خلال لم اطراف حديث من هنا وهناك، هذا الخفي ينبئ ان ثمة استحالة لتدمير برنامج ايران النووي من دون مشاركة أمريكا، بل ان مشاركة أمريكا قد تدمر المعلن من برنامج ايران النووي، ويبقى غير المعلن، ما يجعل امتلاك ايران للقنبلة الذرية احتمال وارد، يجب من وجهة النظر الامريكية الإسرائيلية قطع الطريق على ذلك الاحتمال، بالتلويح بضرب النظام نفسه، أي الكلام عن تغييره بنشر الفوضى وإشاعة جو من الرفض، يواكبه تحرك عسكري قد تشترك فيه مباشرة أمريكا وبعض دول اوربا، ودول أخرى، وهو ما تعيه ايران جيدا، من خلال ابتعادها والفصائل الموالية لها عن مهاجمة المصالح الامريكية، التي تهدد أمريكا بان ثمن استهدافها سيكون باهظا جدا.

   بموازاة التهديد الأمريكي لايران، والاستهداف الإسرائيلي العنيف لايران، وما يقابله من استهداف إيراني عنيف لإسرائيل، ثمة لغة ناعمة نسمعها بين الفينة والأخرى، تارة تدعو الى التهدئة وأخرى الى قبول ايران حضور اجتماعات تتناول برنامجها النووي، وثالثة وهي الأهم والأخطر في تقديري، الى الدخول في ما يشبه حوار هدنة، وربما معاهدة مع إسرائيل، فكثيرا ما يردد ترامب ان هذه الحرب يجب ان تتوقف فورا، ولتوقف اية حرب آليات معروفة، والأخطر هو تصريح الرئيس القبرصي، الذي نفته ايران، والذي يدّعي ناقلوه ان ايران ابلغته برسالة ما الى إسرائيل حول إيقاف الحرب، واذا ما صح هذا التصريح فان ثمة هدف من هذه الحرب راح يتجلى، وهو اجبار ايران على الدخول في حوار مع إسرائيل حول إيقاف الحرب بشروط، قد تكون هذه الشروط في صالح ايران، بل في صالح برنامجها النووي ونفوذها الإقليمي، بشرط واحد هو ليس الاعتراف بإسرائيل، وانما سحب عدم الاعتراف بها من التداول، وان كنت استبعد ذلك، الا انني اخشى ان يكون هو السيناريو المعد لايقاف الحرب.