19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

غيرة صحفي عراقي …

غيرة صحفي عراقي …

بالرغم من اعتراف صحيفة الشرق الأوسط بوجود معلومات مغلوطة في تقريرها الذي نشر يوم امس الأحد المصادف 20 / 11 / 2016 , والذي تحدّث عن وجود تحذيرات أممية عن حالات حمل غير شرعي في كربلاء بسبب مشاركة نحو أكثر من ثلاثة ملايين زائر إيراني في مراسم إحياء أربعينية الأمام الحسين عليه السلام , وبالرغم من إعلان الصحيفة أنّه تمّ إيقاف التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر هذا التقرير المكذوب , إلا أنّ هذا لا ينفي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نشر مثل هذا التقرير الذي مسّ شرف العراقيين جميعا واساء إلى الشعائر الحسينية , فهذا التقرير وغيره من التقارير التي تنشرها الصحيفة والإعلام السعودي بشكل عام , هو جزء من الحملة الطائفية الممنهجة ضدّ الشعب العراقي عامة وشيعة العراق خاصة .
ومحاولة رمي الصحيفة مسؤولية هذا التقرير المسيء والجارح لمشاعر ومقدّسات شيعة العراق والعالم بخانة المراسل الذي تدّعي الصحيفة أنّه المتسبب بنشر هذا التقرير الملّفق , تجسيد لخسّة ونذالة ووضاعة القائمين على إدارة هذه الصحيفة , فليس لمراسلي الصحيفة في بغداد أي علاقة بهذا التقرير المفبرك والمغرض , حيث أعلنت الناطق باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة ( رنا الصيداني ) , أننا رغم نفينا للبيان المفبرك يوم الجمعة , إلا أنّ صحيفة الشرق الأوسط ولأسباب سياسية قد أصرّت على نشره يوم الأحد , وهذا مما يبرّئ ساحة مراسلي الصحيفة في بغداد والذين أصبحت حياتهم مهددة بالخطر بعد أن رمت الصحيفة مسؤولية هذا التقرير في خانة مراسليها .
أحد مراسلي هذه الصحيفة في بغداد الصديق حمزة مصطفى , كان له رأيا أخرا على هذا التقرير الوسخ منذ البداية , حيث عارضه بشدّة وأدانه , ولم يكتفي بالاستنكار والإدانة لهذه الإساءة البالغة , بل أعلن بغيرة العراقي الشهم والأصيل استقالته من الصحيفة أمام كل أعضاء المركز الخبري , وأرسل هذه الاستقالة للصحيفة كجزء من رفضه وإدانته المساس بشرف أخواته العراقيات والشعائر الحسينية , وهذا الموقف الذي اتخذه هذا الصحفي الشجاع والشهم , لم يكن جبنا أو خوفا من تهديد أو غيره , بل هو موقف مبدئي معجون بالغيرة والشهامة العراقية الأصيلة , فلا غرابة من هذا الموقف النبيل أيها الصديق الصدوق , فلحمزة مصطفى كل التحايا والثناء على هذا الموقف المشرّف الذي سيسجل في مسيرته المهنية .