الغني في كل شيء ، واللذيذ في كل شيء ، أهله عشائره قراه ، تعدد طوائفه ، تشابكه الأجتماعي الذي لا مثيل له ،،،
ولا نبالغ لو قلنا وصل حد أن تنقسم العائلة الواحدة وليس العشيرة الى سني وشيعي ، لأنها لم تكن وقتئذ تشكل لنا حساسية طائفيه !
وكل هذا يرجع للموروث الأخلاقي المزيج بين الدين والعادات العشائرية الراقية ، التي تحث في تربيتها عبر مجتمع القرية الصغير ، والمناطق الشاسعات في العراق على تربية ( الغيرة ) !
الغيرة التي أعتبرت واختزلت كل معاني الرجولة والبطولة والشيء الذي يفخر به الشباب ، بل وعند التقييم من قبل الناس ونساء القرية والأقارب ، يقال أن فلان صاحب غيرة ، وتلك شهادة تتوقف معها كل معايير أخرى ، وكأن الحاصل عليها أخذ براءة من التهم والعيوب !
وهي أصل العراقي بأمتياز جدا ، ولعل العوامل التي أوجدتها في الشخصية العراقية ، المتنوعة ( الشيعي ، والسني ، والمسيحي ) وكنت دائما أقول من أراد أن يعرف السني أو المسيحي الحقيقي فما عليه ألا أن يراهم خارج العراق ، ليرى كم لبن وطين وأكواخ العراق قد أثرت بأبنائه ، وكأن هذه الأمور الكبد الذي ينتج خلايا الدم لدى العراقي !
وقد شهد له للعراقي ألف ميدان وموقف ، حتى سمعناها من معلقين كبار في محافل الرياضة يوم يمثل العراق منتخب العراق ، وهو يتفانى في سبيل أنتزاع الفوز الذي يعبر عنه أنه الفرحة الوحيدة للعراق الجريح ، فيقول المعلق العراقي غيرة تركض في الساحة ، والعراقي رغم نزف لاعبه دما يستبسل في جلب الفوز لأبنائه !
نعم هي هكذا عندنا الغيرة ، كما هي عند عثمان العبيدي الشهيد الذي لم يعترف بطائفية السياسيين بائعي الضمير بصفقة دراهم معدودات ….لن تشتري الغيرة مهما كثرت يوما قط !!!
فكانت غيرته تمثل بناء الذات العراقية الحقيقية وكانت أكبر وأشجع من الموت وهزت الوجدان ولا زالت تهزه بعنف !!!
واليوم عندما أرى الجندي العراقي ، وهو يهرع للغربية لسماعه صوت أخته السنية أحاط بها الخطر ركل الطائفية المقيتة التي أصبحت خنجر الغدر للعراق وأهله ،،،
لينحر روحه ويسيل دمه …هناك عند سبايكر شاهد على ملاحة طبعة ولون غيرته !
وها هو اليوم يرفع شرفه من على الأرض ساعة أعياها النزوح بعد دخول داعش الرمادي والعشرات من اخوانه فعلوها ، متباهيا بأنه وضع السياسيين والذين أرادوا التفرقة تحت بسطالة والحذاء ، ليقول أنا العراقي الغيرة كلها ،،،
فتحية لمن ملأ رأسه من غيرة العراق ،،،
نعم العراق أبو الغيرة ،،،