يؤكد مختصون بالشأن السياسي ان غياب نخب وكفاءات اهل الانبار وعزوفهم عن المشاركة في رسم ملامح وطموحات محافظتهم واعادة دورها الريادي الحق بمستقبل محافظتهم أضرارا كبيرة، وحرم عشرات الالاف من هذه الكفاءات في مختلف الاختصاصات ، أن يكون لها دور مؤثر يخفف عبء تلك المخاطر التي تواجه محافظتهم، وقد ترك هذا (الفراغ) آثارا مدمرة لم يعد بالامكان إستمرار اوضاعها على هذه الشاكلة.
وكثيرا ماتشكو النخب الوطنية العراقية من أن كثيرا من وجوه الأنبار من شيوخها وسياسييها وبعض برلمانييها لايجيدون لغة الخطاب المتزن المتعقل،عندما يظهرون من على منابر الفضائيات ، بالرغم من أن محافظتهم في الستينات والسبعينات كانت موئل شخصيات العشائر المحترمة والكفاءات الوطنية والسياسية والثقافية المشهود لها بالخبرة والكفاءة والقدرة على التأثير والإقناع ومن تحظى بالمكانة لدى كل أهل العراق!!
وتشير النخب العراقية وكبار مثقفي العراق وحتى بعض الشخصيات المحسوبة على المشايخ والوجوه المعروفة في هذا البلد الى أنه كانت لدى محافظة الانبار شخصيات مقتدرة من شيوخها ووجوه أهلها وبخاصة من مناطق حديثة ورواة وعنه والرمادي والفلوجة وغيرها من مدن الأنبار، وكان جلهم في وظائف البلد العليا وهم من الاطباء والأساتذة والمهن الراقية ولديهم قيادات سياسية معتبرة، وهم محل إحترام كثير من العراقيين والعرب ماكان يشكل مفخرة لأهالي هذه المحافظة العريقة في عروبيتها وتاريخها المشرف،وان عودة هؤلاء الكفاءات والنخب المثقفة سيبعد (الحصينية) و(بنات آوى) و(الطارئين) المتسيدين للمشهد السياسي الان ،لتتم إزاحتهم من على واجهة الأحداث، ولظهر أعلام أهل الانبار ترفرف شامخة في الاعالي ، تعيد رسم الابتسامة وملامح مستقبل البلد بكامله، وتعيد له وجهه العروبي الأصيل !!
لكن هؤلاء النخب العراقية ومثقفي العراق عموما يشيرون الى ان مايظهر من وجوه الانبار او من المحسوبين على شيوخها،هذه الايام ، في الحوارات التلفزيونية يكاد يصيب المرأ بالإحباط وربما بالقيء لأن لغة وجوه هذه المحافظة انتكست وانحدرت بأصول اللياقة للكثيرين منهم للأسف الشديد الى أدنى مستوى من اللغة السمجة وانحطاط المكانة وعدم القدرة على إختيار الألفاظ والكلمات عند التعبير عن المواقف السياسية أو عندما يعبرون عن آمال مكونهم ومحافظتهم، مايدعو للإستغراب ان تصل لغة الخطاب وتنحدر الى مستويات ضحلة ، أقل مايقال عنها أنها لاتليق بأهل الأنبار ولا بمكانة هذه المحافظة العريقة، ويعيد (البعض) من العملاء والمأجورين وبائعي الشرف ، اجترار لغة الإبتذال المنحطة حتى انه ينسى عمن يتحدث ولمن يوجه الخطاب! ان المشكلة الكبرى وراء إنتشار هذه الظاهرة من وجهة نظرنا هو عزوف الكثير من الشخصيات الوطنية وشيوخ العشائر المحترمين والكفاءت الوطنية من أهل الانبار عن الظهور في وسائل الاعلام، وبخاصة في الفضائيات ، ومرد هذا الابتعاد عن الواجهة هو لأن كثيرين منهم أبعدوا أصلا من قيادة مؤسسات الدولة وشمل الاجتثاث والإبعاد مئات الآلاف منهم، وقد تم استهدافهم بطرق مختلفة، وبذلك أبتعدوا عن الظهور وعن الأضواء وفضلوا الإعتكاف في بيوتهم أو هاجروا خارج العراق،حتى غاب دورهم ، أو تم تغييبهم ، لأنهم لايريدون ان يتباروا مع عديمي الخلق وبائعي الشرف ممن ارتقى المنابر الاعلامية وراح يوجه مختلف اشكال السباب والشتائم على الجميع، ويظهر على انه هو من تهمه مصلحة أهل الانبار وهو نفسه من يبيع مصلحة أهلها ويضرب بمستقبلهم عرض الحائط ما ان يجد امامه ( الدفاتر الخضراء)يوزعها بعض ساسة العراق بعد الاحتلال على المنحطين ومن ذوي السوابق في الإجرام ومن وضيعي المكانة الذين تصدروا المشهد السياسي ، وأصبحوا هو سادة القوم بالرغم من انهم (نكرات) لم يكن لدى أهل الانبار أية قناعة بهم سوى انهم شخصيات هامشية فارغة من الداخل ومنحطة في العلاقات مع الآخر، وما ان تصدر هؤلاء (النكرات) و(الوضيعين) المشهد السياسي والبرلماني، حتى إضطر كثير من النخب العراقية وكفاءات أهل الانبار الى الانزواء ، بعيدا عن ان يلحق بهم العار ان سايروا موجة أؤلئك الساقطين أو ممن انحدروا بأخلاقهم وعلاقاتهم واهلهم الى الحدود الدنيا، حتى ضاق أهل الانبار ذرعا بأمثال هؤلاء وفضلوا البقاء خارج أسوار المشهد السياسي، وأستغل هؤلاء الطارئون والمرابون وعديمو الضمير غياب النخب الوطنية والشيوخ الأصيلة والكفاءات والمقتدرة من اهل الانبار ليظهر هؤلاء ليملأوا (الفراغ) الذي خلفه غياب شخصيات البلد المعروفة والمشهود لها بالوطنية والمواقف المشرفة والخطاب المتزن المتعقل ، ووجد فيها التافهون فرصتهم للحلول مكانهم، وقد شجعت كل من قوات الاحتلال الامريكية وقادة السلطة الحاليين التعامل مع الشاذين والمنحرفين والساقطين وذوي السوابق والاجرام ليكونوا هم من يتصدر الواجهة، وعدهم بعض اهل العراق ممن لايعرفون هؤلاء على ان هذه الشخصيات الوضيعة هي من تمثل أهل الانبار وهم وجوهها ، وما دروا ان أمثال هؤلاء (النكرات) لايشتريهم أهل الانبار بـ (زبانة) أو بـ(فردة حذاء) كما يقال!!
إن أمام النخب والكفاءات الوطنية ورجالات الاعلاميين منهم على وجه الخصوص من أهل الانبار ان تودع هذا (الغياب) غير المبرر والذي ألحق بهم وبمستقبل محافظتهم أضرارا كبيرة ان يعودوا الى (الواجهة) لأن هؤلاء (النكرات) الذين يتصدرون مشهد الاحداث من على منابر الفضائيات ويظهرون الان على انهم هم (الأسياد) منذ زمن الاحتلال وحتى الان قد (صخموا) وجوه أهل المحافظة وشوهوا سمعة أهلها ، وان إستمرار غياب المثقفين والنخب والكفاءات الوطنية من أهل الانبار بهذه الطريقة، سيفضي الى تدمير ما تبقى من (هياكل الانبار) التي باتت خربة ، ومن شيمة أهلها الطيبين ومن ذوي الأصول المعروفة في الخلق والأخلاق والكفاءة المقتدرة ان يظهروا هم على الواجهة الأن فقط طالت فترة غياب هذه النخب والكفاءات، واذا كان هناك من عذر قبل سنوات، فلم يعد لهم الان من مسوغ يبرر غيابهم الطويل هذا، لهذا لأن حضورهم الان مطلوب أكثر من اية وقت مضى، وبإمكانهم أن يعيدوا رسم تلك ملامح تلك الصورة الجميلة عن أهل الانبار ومواقفهم المشرفة الأصيلة، لا كما يرسم صورتها المشوهة الان بعض (النكرات) و(الوضيعين) حتى صدق (البعض) أن هؤلاء من يمثلون الأنبار، واشتراهم بعض من إرتدى صالونات السياسة من كتل سياسية أخرى تمسك بزمام السلطة بدراهم معدودة بثمن بخس، لانهم يعلمون علم اليقين أنه لو عاد أهل الانبار ورجالها الأشاوس وقياداتها الوطنية الأصيلة، لانفتحت أبواب كثيرة على أهل الانبار ولأعادوا لها ولبلدهم العراق إعتباره ومكانته بين الأمم!!