لنكن خارج التصنيف ، لنضرب المثل الأعظم في العيش خارج االجغرافية أو حتى ضمن أهل التاريخ، ، أو ليكن تصنيفنا صفرا في كل تقييم ، ولكن ، ولكن ، أن تكون جامعاتنا خارج تقييم أهل البحث أو رصانة التعليم ، كلامي هذا موجه لكل من له عقل رصين ، أو لكل من تولى المسؤولية منذ عقدين .
لقد كانت جامعة بغداد ثاني أكبر جامعات العرب بعد جامعة القاهرة نهاية الخمسينات ، وقد تأسست بأموال الدولة واختير لها اكثر مواقع بغداد نظارة وجمالا ، وقد استحقت أن تكون يوما بمرتبة ١٧ .عربيا من بين أكثر ١١٠٠ جامعة ، وقد كانت بالمركز ٢١١٩ عالميا من اصل ١١٩٩٨ جامعة حول العالم ، وسجلت أكثر من ٣٦٠ براءة اختراع ، ولها ١٠ مراكز بحوث ، وأكثر من ٣٦ مجلة علمية رصينة. واليوم هذه الجامعة لا تنال حظها المشهود في تصنيف كيو اس للجامعات ، وهو تصنيف علمي تتدرج عنده الجامعات وفقا للمعايير والأكاديمية والبحثية والسريرية ، وبقية نشاطات الطالب العلمية ،
أن ابعاد جامعة بغداد عن جدول من تم بموجبه تصنييف الجامعات الرصينة والتي كان في مقدمة هذا التصنيف ١٥جامعة عربية جلها خليجية وختامها الجامعة الأردنية ، هو إبعاد مؤلم ناتج عن واقع أكثر إيلاما بدايته جهالة المؤتمن ، ونهايته عملية زرع مسؤول بلا علم ولا وزن . فقد تولى امورنا من زور الشهادة العلمية ، ومن درس فنون الطائفية ، ومن أخذ بجهالة مرتبة الريادة أو حتى كرسي العمادة ، لا ليبني الوطن بل ليخرب بلاده ، وكذا تخلفت الكليات لتتحول إلى مراكز لنشر للدعايات الحزبية أو لتبحث في ماضي الكتل السياسية ، وصارت البحوث تباع عند التقاطعات المرورية ، أو في مكتبات تجاور المعاهد العلمية ، وصار كل شئ يباع ويشترى ، المعرفة والعلم بل وحتى القلم ، أنا لا اتحسر كغيري على تلك الأيام ولكن فقط اذكر بالعالم عبد الجبار عبد الله خريج جامعة بغداد وعيين رئيسا لها ، وقد قيل إنه قد قابل العالم اينشتاين ، أو اذكر بعالم الاجتماع د. علي الوردي ، اذكركم بمن ، بنازك الملائكة أو بدر شاكر السياب ، ولكن لا تعاتب من لا يستحق العتاب ، ولا تعاتب من لم يفتح كتاب ، بل عتابي على مجتمع اغلق على نفسه الابواب ، وقبل أن تكون جامعاته دون ذكر ولا احتساب …