19 ديسمبر، 2024 2:59 ص

غياب النُخب في ادارة التحولات !!

غياب النُخب في ادارة التحولات !!

منذ عامين تتوالى ثورات ما يسمى بـ ( الربيع العربي ) والذي هو ليس بربيعاً وانما هو خريفاً خلف وراءه اوراقاً متساقطة هنا وهناك تتقاذفها   الرياح العاتية . المتابع للتحولات في العالم العربي يجد انها تغير على الواقع الفاسد في طروحاته بعدما استشرى الفساد والظلم  بمؤسسات الدولة من اعلى قمة  الهرم وحتى قاعدته . لذا ينبغي ان يكون هذا التغيير مدروساً وليس وجدانياً او انفعالياً احدثه شباب يعانون من شظف العيش والبطالة . فتراجعت النخب السياسية والثقافية والاجتماعية عن ممارسة دورها لانها شعرت ان نصيبها من هذا التحول  سيكون في حده الادنى فيما لو نجح هذا التغيير،   وبالتالي لم تشارك بهذا التحول . فيما راح الشباب يديرون التظاهرات والاعتصامات وحدث فيها من الاخطاء الكثيرة والتجاوزات حتى على النساء المتظاهرات من عمليات اغتصاب في ميادين الاعتصام وما رافقها من فوضى في الادارة والتنظيم  . وكان تبرير بعض قادة المتظاهرين لاضير انهن صليبيات . امام هذه الرؤية القاصرة والنظرة المتشددة في التعامل مع الواقع والعنف الذي واكب التظاهرات ادى الى تراجع المؤيدين لافكار الثورة واهدافها ، واضحت النخب بعيدة عن توجهات الثورة لاسيما الفنانون  الذين تضرروا  في كل دول الربيع العربي ، وهاجر العديد منهم الى بلدان اخرى مما شوه هذا التحول الذي كان يحلم به المواطن العربي . نعتقد ان المأزق الراهن الذي يمر به العراق شبيه بما يحدث في بلدان الربيع العربي بالرغم من كونه باكورة هذه التحولات ولم نستفد من التغير طيلة الفترة الماضية  جراء انسحاب النخب عن ممارسة دورها وصعود من هب ودب مما اوهن مفاصل الدولة وعناصر ارتكازها وتبوأ ( انصاف الردن ) من السياسين الناشئين عديمي الخبرة وبالتالي  شجع على نشوء حالة جديدة لم يألفها المجتمع العراقي وهو ترك ما يحدث وعدم تصحيح ما يتكرر كل يوم ، فضلاً عن تصاعد الدعوات على منابر الاعلام لاقصاء هذا وذاك . دعوتي الى مجلسي النواب والوزراء  لانشاء مراكز نخبوية مثلما نجدها في بلدان كثيرة  لرسم سياسية واضحة للبلد في كافة مجالات الحياة كي تكون قادرة على اخراجه من ازماته المستعصية . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات