22 ديسمبر، 2024 11:07 م

غياب الحنكة الدبلوماسية تدفع الجاليات العراقية نحو مستقبل مجهول

غياب الحنكة الدبلوماسية تدفع الجاليات العراقية نحو مستقبل مجهول

ان النشاط الدبلوماسي لوزارات الخارجية في بلدان العالم اجمع منذ الحرب العالمية الأولى وحتى وقتنا الراهن لعب دورا كبيرا عزز من علاقات البلدان مع بعضها بعض ووفر جهودا لخدمة الجاليات والرعايا بفعل حنكة وذكاء وزراء خارجيتها. لكن لو سأل ساءل ما هي أنجازات وزير خارجية العراق أبراهيم الجعفري، هل من تطبيع لعلاقات العراق مع دول العالم،وهل من حماية لمواطنيه الذين ينتشرون في انحاء المعمورة مشردين مهجرين؟

وتشكو الجاليات العراقية المتواجدة في بقاع الأرض من معاناة مؤلمة وكأن ليس لديهم وزير خارجية يمثلهم يمتلك عقلا وحنكة دبلوماسية فريدة كما يزعم لنا ،فيما وتصرف على وزارته (الشكلية) حجم موازنة دولة متقدمة لكن دون واقع ملموس .

فتميزت جاليتنا العراقية في مصر بميزات عديدة أنفردت عن جميع الجاليات الآخرى جعل منها محط أستغراب الجميع بهذا التميز ! ،الذي تميزت فيه بأنها الوحيدة من بين جاليات العالم قوبلت بالرفض من قبل السلطات المصرية منحها وتجديد الأقامات لمواطنيها ! ،وخاصة طلبة الجامعات الذين هم بأمس الحاجة لها فضلا عن حصول أعتداءات متكررة عليها وسط سكوت غير مبرر لسافرتنا في القاهرة .

ويقول الطالب العراقي قصي نجيب الذي يدرس في جامعة ألمنيا المصرية : قدمت من العراق منذ أربعة أشهر الى مصر للحصول على شهادة الماجستير بتخصص القانون و بعد بدء رحلة الدراسة بالجامعة،قدمت اوراقي للحصول على الأقامة مع الالاف من زملائي الطلبة، لكن رفضت جميع معاملاتنا بحجة تدهور الوضع الأمني في مصر رغم اننا طلبة علم ومعرفة.

ولم يستغرب الطالب نجيب من قبول طلبات اقامة الطلبة العرب من جنسيات كويتية ولبنانية وسودانية وفلسطينية وأردنية قاموا بالحصول عليها وبسهولة لكون حكوماتهم تتبنى اوضاعهم وهم على مقاعد الدراسة بخلاف الحكومة العراقية .

ويتكرر سؤال الطلبة العراقيون بجمهورية مصر العربية، بمفاتحة السفارة العراقية في القاهرة بشان رفض السلطات المصرية أعطائهم الأقامة بخلاف ما يحصل من تساهل للطلبة العرب،فيأتيهم الجواب بان جهودهم متواصلة لكن تمضي شهور والنتيجة الفشل وتناسي او نسيان الحقوق من قبل السفارة العراقية الذي غالبا ما يكون جوابها ( الامر ليس بيدنا ) .ولسان حالهم يقول هل السفارة تمثلنا أم تمثل علينا .

ويتساءل العراقيون من ابناء الجالية بمصر لو أصبحت السفارات العراقية التي تمثل وزارة الخارجية عاجزة عن تقديم أبسط حقوق مواطنيها وحمايتهم من الأعتداءات المتكررة عليهم ،وكذلك فشلها في اقناع الاشقاء المصريين بتسهيل مهمة اقامة العراقيين من الدراسين والمهجرين، فلماذا لم يقدم رئيس الحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب على أغلاقها ويحصر وجودها فقط على قائم بالأعمال لتمشية الأمور الشكلية ،بغية الأستفادة من أيراداتها المالية الضخمة لموازنة الدولة العراقية الحالية العاجزة على توفير الرواتب للموظفين جراء السياسات الخاطئة وضعف التخطيط.

وما يحز في النفس كلما يتولى وزير حقيبة الخارجية خلال السنوات 13 سنة الماضية يخرج بتصريحات لا تمت للعمل الدبلوماسي بصلة لا من قريب ولا بعيد وقد غابت عنهم الحنكة الدبلوماسية،وهذا أمرا قطعيا يؤكد بأن حكومة بغداد على مدار السنين الأخيرة لم تعر أهمية ولم ترسم أستراتيجية مدروسة لأدارة شؤون البلاد الخارجية بدليل ان ابناء الجاليات العراقية بالخارج لا يجدون من يدافع عن أبسط حقوقهم.

ويقول المواطن خالد البغدادي المقيم في القاهرة منذ سنتين: منذ فترة ليست ببعيدة تم الأعتداء على أحد المقيمين العراقيين في القاهرة بالضرب المبرح من قبل مواطنين مصريين،وقمنا بعد أيام بمقابلة وزير الخارجية العراقي أبراهيم الجعفري عشية زيارته القاهرة،و طالبنا أياه بالتدخل وأعادة حق المعتدى عليه. لكن الجعفري فاجئنا برده الذي لم نتوقعه بقوله ” يبدو أن العراقي المعتدى عليه كان غير مؤدب ولهذا السبب تم الأعتداء عليه”.وقال المواطن بلهجة حزينة : شعرنا بأننا اما لسنا عراقيين وغرباء على العراق، أو ان و زيرنا لا ينتمي للعراق بصلة ؟.